رمزى_سليم يكتب : الإعلام الجديد .. حرب الفضاء القادمه!!
قرأت اليوم مقالاً مهما للخبير الاستراتيجى والمفكر الكبير د. سمير فرج فى صحيفة الأهرام أشار فيه الى أن الجيش الأمريكي، أعلن مؤخراً عن تشكيل قوة جديدة باسم “القوات الفضائية الأمريكية” لتصبح القوة السادسة في قوام القوات المسلحة الأمريكية وقد تكونت تلك القوة الجديدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وقوامها 16 ألف فرد من ضباط وجنود وعناصر مدنية، وتقرر أن تتبع قيادتها، مؤقتاً، قيادة سلاح الجو الأمريكي لتضمن الهيمنة الأمريكية، في الفترة القادمة، على حرب الفضاء، خاصة بعد أن ضمنت الهيمنة والتفوق في حرب الأرض.
هذا الموضوع شديد الأهمية وشديد الخطورة أيضاً دفعنى لأن أتساءل : أين الإعلام بمفهومه الجديد من هذه التطلعات العالمية بشأن الاستحواذ على الفضاء الخارجى الذى هو فى الأساس كان ومازال بل وسيظل ساحة مهمة لمجالات الاعلام المختلفة والمتنوعة .. الأمر الذى يدفعنى أيضاً للمطالبة بأن يكون هذا السباق من أحل السيطرك على الفضاء حتى يكتسب الإعلام بمفهومه الجديد مساحات جديدة ، فالإعلام ومع هذا التطور الهائل فى مجالات التكنولوجيا الحديثة لم يعد كما كان من قبل يخضع لمعايير محلية محدودة بل لم يعد يدور فى نفس المساحة من الأرض التى ينطلق منها ، فقد أصبح اليوم إعلاماً لا يعرف الحدود ولا يعترف بالمعايير القديمة التى كانت تتحكم فى المنظومة بالكامل ، فوفقاً الى ما آل إليه حال الفضاء الخارجى وتحوله الى ساحة للصراعات والقتال فقد تحول أيضاً الى ساحة من المنافسه فى مجال الإعلام بمفهومه الواسع ومضامينه الجديدة .
فهل نحن مستعدون فى عالمنا العربى لخوض هذا السباق وهل لدينا مجرد الرغية فى أن نلحق بهذا السباق المحوم من أجل الاستحواذ ولو على جزء بسيط من هذا الفضاء الخارجى الذى اصبحت لغة الاستحواذ عليه تشمل الاستحواذ العسكري أيضاً.
الإعلام فى تقديرى الشخصى لا يحتاج الى قوة عسكرية لفرض سيطرته على الفضاء الخارجى كما تفعل أمريكا الان ، وإنما الاعلام الجديد وبمفهومه المتطور فى أشد الحاجة الى عقول “متجدده” تعتمد فى المقام الأول على الرؤى الحديثة والأفكار غير المسبوقة لأنها لو لم تكن على هذا القدر من الوعى والفهم والإدراك لما يجرى حولنا فلن يكون لنا مكان فى هذا الفضاء الخارجى ولا حتى فى “الفضاء الداخلى ” حيث سنصبح فى هذه الحالة مثل الذى يقوم بالغناء وسط مجتمع مصاب بحالة “طرش” جماعى فلا احد يسمعه ولا احد يمتلك حتى القدرة على الحكم بشكل حقيقى على هذا الصوت الذى قد يكون بالفعل من أجمل الاصوات لكنه للأسف الشديد لم ولن يصل لمن يقدرونه حق قدره.
والله المستعان.
نقلا عن موقع وصحيفة دبي