في ظل احتفالات العالم بيوم المرأة العالمي قلب سوريا النابض الفنانة السورية “اليسار صقر” في حوار خاص
– المرأة السورية حصلت على الكثير من حقوقها في الاعوام الماضية وأثبتت جدارتها في السلم والحرب في جميع المجالات .
– كورونا كان لها تأثيرها السلبي على كافة الأصعدة بما فيها المجال الفني وقناتي على اليوتيوب لا يمكن أن تكون بديلا لحفلاتي الفنية ماديا أو معنويا .
– رغم مكانتي الخاصة التي وصلت لها في قلوب عشاقي إلا إنني لم أحصل على ما أحلم به بعد واطمح في الإنتشار الأوسع .
على الرغم من الشهرة الواسعة والتألق اللافت للنظر الذي اكتسبته الفنانة السورية اليسار صقر من خلال أغنياتها الراقية التي جعلتها تكتسب مكانة خاصة في قلوب عشاقها إلا أنها أثبتت أيضا أنها ليست فقط فنانة من طراز فريد بل وأيضا إنسانة بكل ما تحمله من معاني فعلى الرغم من مشاغلها الجمة إلا أنها لم تنسي وطنها سوريا في كل جولاتها الفنية في مختلف أنحاء العالم سواء بتخصيص جزء من إيرادات حفلاتها لدعم الجمعيات الخيرية أو التغني بعدد من الأغنيات التي جسدت عشقها لهذا الوطن لذا لم يكن من الغريب أن يطلق عليها البعض قلب سوريا النابض ، وفي خضم احتفالات العالم بيوم المرأة العالمي كان لنا معها هذا الحوار :
1- ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي ، هل ترين أن المرأة العربية بشكل عام والمرأة السورية بشكل خاص حصلت على ما تستحقه من حقوق ؟
من وجهة نظري لا يكفي يوم واحد للإحتفال بالمرأة بل جميع الأيام قليلة على عطائها ، حيث أثبتت المرأة العربية بشكل عام و والمرأة السورية خاصة جدارتها في السلم والحرب في جميع المجالات. رأينها الأم ، مربية الأجيال ، الطبيبة ورأيناها أيضا جنباً إلى جنب الرجل في الدفاع عن بلدها وأبناء بلدها في وجه الإرهاب .
في الحقيقة إن المرأة بشكل عام في أغلبية الدول العربية لم تحصل على حقوقها مقارنة بالدول المتحضرة (كحق إعطاء جنسيتها لأولادها مثلا لو تزوجت من شخص عربي أو أجنبي ليس من بلدها ) .
أما بالحديث عن المرأة السورية بشكل خاص فقد حصلت على الكثير من حقوقها في الأعوام السابقة منها مساواتها بالرجل في كافة المجالات ودخولها إلى ميدان العمل وتقليدها المناصب سواء بالشق المدني أو العسكري وكانت المرأة رائدة في هذه المجالات وأثبتت جدارتها طبعا .
برأيي الشخصي أن الدولة السورية أنصفت المرأة إلى حد ما حيث منحتها معظم حقوقها .
لكن المشكلة ليست في دولة معينة فقط ، بل في المجتمع بشكل عام حيث أن غالبية المجتمع العربي ينظر إلى المرأة على أنها كائن ناقص و غير جدير بالمسؤولية وهذا هو الفكر الرجعي الذي تسعى المنظمات المطالبة بحقوق المرأة لإلغائه .
رسالتي في هذا السياق : لا يكفي مساواة المرأة بالرجل بل مساواتها بإنسانيتها بالنظر لها على أنها إنسان قوي جدير بالمسؤولية ويجب الحصول على كافة حقوقها دون استثناء وسنستمر بالمطالبة بهذه الحقوق دون كلل أو ملل.
2- في ظل الظروف الدقيقة التي تجتازها سوريا ماذا قدمتي لوطنك من خلال رسالتك الفنية ؟
بداية لو قدمت روحي و دمي لبلدي سوريا فهو قليل عليها .
لنتحدث فنياً :لقد قمت بعدة جولات أوربية و عربية رفعت فيها علم بلدي الغالي سوريا ، وقمت أيضاً بإحياء عدة حفلات فنية ذهب ريعها إلى بعض الجمعيات الخيرية.
أما شخصيا : فقد كنت دائما سباقة للدفاع عن القضايا الانسانية و الحقوقية داخل وخارج بلدي ولم أتوانى أبداً عن الوقوف إلى جانب المظلوم وكل صاحب حق .
أما إنسانياً : فأنا صدقا لا أحب التحدث في هذه الأمور إيمانا مني بأنها بيني وبين الله عز وجل ، لكن ما أستطيع قوله أنه و الحمدلله كان لي الأجر والثواب في مساعدة بعض ممن هم بحاجة للمساعدة .
3- قدمتي العديد من الأغاني بلهجات مختلفة على انستجرام والفيس بوك وعلى قناة اليوتيوب ، فهل حققتي من خلال تلك الوسائل ما تتطلعين إليه من شهرة وانتشار لدى محبينك ؟
فعلا قدمت عدة أغاني منفردة و أغاني على طريقة الفيديو كليب تم طرحها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدي وعلى بعض القنوات التلفزيونية الفضائية. الحمدلله أنا سعيدة جداً بالمكانة التي وصلت لها في قلوب من يحبوني ، لكن مهنيا لم أحصل على ما أحلم به بعد و أطمح للإنتشار الأوسع بإذن الله .
4- ما مدى تأثير ما تعرض له العالم بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة من تفشي وباء كورونا على مسيرتك الفنية ؟ وهل كان ذلك دافع لديك للاعتماد بصورة أكبر على قناة اليوتيوب ؟
بالطبع كان لكورونا تأثير سلبي بل مدمر على العالم أجمع على كافة الأصعدة منها الصعيد الفني حيث توقفت كافة النشاطات الفنية من بينها إحياء الحفلات في مدن عدة حول العالم وبقي الفنانين في إنتظار الفوز في هذه الحرب الجرثومية ضد هذا الفايروس.
أما بالنسبة لقناتي على يوتيوب فلا يمكنني الاعتماد عليها بديلا لحفلاتي الفنية أبدا سواء مادياً أو معنوياً .
ثم إن لقاء الفنان بمحبينه شعور رائع لا يمكن أن تعوضه المنصات الإلكترونية .
5- هل يعني تجاوز الفيديو تيوب الثلاثة ملايين مشاهد أنك في طريقك أن تكوني نجمة العرب الأولى في هذا المجال؟
لا أظن ذلك أبدا، لأن المشاهدات الكثيرة ليست مقياس للنجومية وهناك الكثير من الامثلة لأعمال لديها مشاهدات ذات أرقام خيالية على يوتيوب ثم غابت عن الذاكرة بعد فترة.
فالنجومية بنظري تحتاج الكثير من المثابرة و العمل الجاد و (الحظ) أيضاً . وباعتقادي أن لقب ( نجمة العرب الأولى ) كبير جدا و هو حلم كل فنانة عربية على الساحة الفنية ، ومع ذلك أنا إنسانة لا تهمني الألقاب بقدر ما يهمني التميز في أعمالي ، الإستمرارية ، والعمل الجاد لترك البصمة الخاصة بي على الساحة الفنية وفي ذاكرة من يحبني و يتابعني.
6- بعد نجاحك المنقطع النظير في مجال الفيديو كليب هل تفكرين في خوض تجربة السينما ؟
دعني أقول لم تسمح لي الظروف بعد و الأصح أنه لم يكن لدي الشغف بالتمثيل بقدر شغفي في الغناء ، علما أنه خلال مسيرتي الغنائية تلقيت عدة عروض للعمل في مجال التمثيل لكن سفري الدائم حال دون ذلك ولم أستطع الإلتزام .
لكن ربما في المستقبل لو وجدت ما يخدم مسيرتي الفنية ربما أخوض تجربة التمثيل .
7- ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
سوف أكمل المسيرة الإنسانية والفنية التي بدأتها و أستعيد كافة نشاطاتي وحفلاتي الفنية في الفترة المقبلة وسيكون لدي عدة أعمال جديدة بإذن الله.
8- في تلك الظروف الدقيقة التي تجتازها سوريا ، ما هي الكلمة التي توجيهها لأبناء وطنك ؟
في الحقيقة وعلى مرأى من الجميع تحملت بلدي الكثير من الظروف الكارثية اذا صح التعبير ابتداءً من الحرب الإرهابية و أعوامها العشرة و إنتهاءً بالحرب الاقتصادية الخارجية لكن كل هذه المشقات لم تنل من صمود وعزيمة أبناء بلدي ، لذلك لا يسعني سوى القول: أنحني إجلالاً أمام صمودكم و عزيمتكم التي لا تقهرها أي ظروف . أسأل الله الأمن، الأمان و السلام لبلدنا سوريا و لنأمل بأن يكون القادم أجمل بإذن الله .
9- ماذا عن حياتك الشخصية خاصة مع انتشار وباء كورونا؟ وهل تحلمين بحياة مستقبلية مع شريك حياتك ؟
لا شك أنه كان لكورونا تأثيرها السلبي على حياتي الشخصية اليومية بقدر تأثيرها على حياتي المهنية حيث أُجبرت على التوقف عن عدة نشاطات يومية تعودت ممارستها في السابق كالذهاب للصالة الرياضة وزيارة بعض الأصدقاء وذلك بسبب الحجر الصحي و الإغلاق العام في هولندا حيث أقيم حالياً . أما الشق الثاني من السؤال فكل ما أستطيع قوله أن كل تطلعاتي المستقبلية متجهة حالياً نحو تحقيق وإثبات ذاتي مهنياً .
حاورها/ مصطفى عمارة