فى العصور السابقة كانت اللوحة فى مكتب الرئيس هى الصورة الرسمية للسيد الرئيس نفسه، وهذا أمر لم يكن غريباً أو مستهجناً فقد جرت العادة ليس فى مصر فقط بل فى الغالبية العظمى من دول العالم أن يكون لرأس الدولة صورة رسمية تتزين بها مكاتب الوزارات والهيئات الرسمية فى الدولة بما فى ذلك مؤسسة الرئاسة ومكتب الرئيس نفسه .
ولكن من يدقق النظر فى مكتب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وغرفة الاجتماعات الملحقة بمكتب سيادته يجدها وقد تزينت بلوحه مدون بها آيه قرآنية هى (إن مع العسر يسرا ) وهذا الأمر لم يكن وليد هذه الايام بل أنه منذ تولى سيادته مقاليد الحكم فى عام ٢٠١٤ .
أعتقد أن هذا التصرف من جانب فخامة الرئيس يفسر لنا شيئاً مهماً ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجانب الروحانى فى شخصية هذا القائد العظيم الذى يستعين دائماً بالله تعالى فى كل خطواته وهو على يقين من أن الله سيغير الحال من بعد العسر يسر إيماناً منه بأن من استعان بالله أيده بنصره وذلك تصديقاً لقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم ( وان ينصركم الله فلا غالب لكم )
وهو ما رأيناه ولمسناه بأنفسنا جميعا فى كافة الملفات المعقدة التى تم حلها بفضل من الله ثم اخلاصاً من القائد لوطنه ولشعبه .. جميع هذه الملفات الداخلية والخارجية الصعبة والشائكة تحولت من النقيض الى النقيض وهذا هو “اليسر” الذى يأتى دائماً بعد “العسر” والذى يفسر لنا بكل وضوح سبب حرص السيد الرئيس على وضع آيات الذكر الحكيم فى مكتبه وجعلها نصب عينه دائماً.
لذا فإنه لا داعى للقلق مع قائد وزعيم بمعنى الكلمة يعمل مع الله ويستعين به فى كل خطواته.. وبالتالى فلا داعى للخوف على حصة مصر فى المياه مهما كانت درجة التعنت من جانب اثيوبيا.
فالنيل يجرى منذ آلاف السنين بأمر من الله ، ولن يوقف جريانه أى مخلوق على وجه الأرض فهو كما يقال نهر من أنهار الجنة.
