عقب الإعلان عن مبادرة جزائرية جديدة لحل أزمة سد النهضة محمد نصر علام وزير الري والموارد المائية السابق : المبادرة الجزائرية ولدت ميتة وتضارب آراء الخبراء حول إمكانية نجاحها
كتب-مصطفي عمارة
أكد د. محمد نصر علام وزير الري والموارد المائية السابق في تصريحات خاصة للزمان في إطار حوار أجريناه معه بالأمس إننا رغم تقديرنا لدور الجزائر المشرف في الوساطة لحل الكثير من الأزمات ومن بينها الوساطة بين أريتريا وأثيوبيا إلا أن مبادرتها للتوسط لحل أزمة سد النهضة غير واضحة المعالم وولدت ميتة نظرا لعدم جدية الجانب الأثيوبي وعدم وجود أدوات ضغط تجبره على الإلتزام بإتفاق يحفظ حقوق كافة الأطراف ، وعن آثار الملئ الثاني لسد النهضة قال علام أن السودان دولة ممر يستفيد حصته أما بالنسبة لمصر فإن كل عملية ملئ تقوم بها أثيوبيا تخصم من حصة مصر المائية ويجب أن يكون هناك إتفاق ملزم بأن تسترد مصر حصتها وخاصة في وقت الجفاف ، وعن مستقبل مفاوضات سد النهضة قال أن مصر سلكت كل الطرق للوصول إلى إتفاق ملزم ولكن للأسف لم يتم التوصل إلى نتيجة بسبب تعنت الجانب الأثيوبي وبالتالي فإن المفاوضات بشكلها الحالي لن تؤدي إلى نتيجة وبالتالي فإن الخطوة القادمة متوقفة على تقدير القيادة السياسية ، وفي السياق ذاته تضاربت آراء الخبراء حول إمكانية نجاح المبادرة الجزائرية وفي هذا الإطار وفي استطلاع للرأي أجريناه حول هذا الموضوع شكك حامد محمود الباحث المتخصص في الشئون الدولية في إمكانية نجاح تلك المبادرة وقال أن تلك المبادرة ولدت ميتة في ظل الإجراءات الاستفزازية للجانب الأثيوبي كما أن الظروف الدولية غير مواتية في ظل المواقف الأمريكية والروسية والصينية وبالتالي لا اتوقع أن تأتي تلك المبادرة بجديد ، وأتفق معه في الرأي د. محمد سليمان أستاذ العلوم السياسية مؤكدا أن الجزائر ليست طرفا إقليميا في المعادلة السياسية فهي ليست من دول حوض النيل وهو ما يجعل دورها محدود التأثير ، وفي المقابل أعتبر د. أحمد فوزي دياب خبير المياه بالأمم المتحدة أن المبادرة الجزائرية بمثابة الفرصة الأخيرة لدفع الأطراف للعودة إلى المفاوضات وأضاف أن انسداد الأفق بين الأطراف الثلاثة قد يدفعهم إلى التجاوب مع تلك المبادرة إلا أن الأمر يتوقف على وجود الإرادة السياسية وحسن النوايا من جانب أثيوبيا ، وتوقع د. أشرف مؤنس مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس أن تلعب الجزائر دورا إيجابيا في الوساطة بين الدول الثلاث خاصة أن الجزائر هي الرئيس القادم للإتحاد الإفريقي وأضاف أن الجزائر لعبت دورا إيجابيا في الوساطة بين أريتريا وأثيوبيا لذلك لم يكن غريبا أن تطلب أثيوبيا وساطتها مع مصر والسودان ومن هذا المنطلق فإن الجزائر لها القدرة في حشد الدول الأفريقية خلفها للتوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة .