بعد عودة تنظيم داعش إلى واجهة الأحداث ​د/ محمد صفر استاذ مقارنة الأديان ومدير مركز دراسات الأقليات المسلمة والباحث في قضايا الحركات الإسلامية في حوار خاص للزمان

0


​- عودة تنظيم داعش ناتج عن عجز الأنظمة عن معالجة السلبيات عقب سقوط التنظيم .
​- جماعة الإخوان لن تستطيع مرة أخرى العودة إلى حكم مصر بعد فشل تجربتها في الحكم .
​- إيران لن تستطيع السيطرة على شيعة العرب سواء من الناحية العقائدية أو القومية .

​شهدت الفترة الماضية عودة تنظيم داعش إلى واجهة الأحداث بعد نجاحه في الاستيلاء على أحد السجون بسوريا واحتجازه عدد من السجناء لمبادلتهم ضمن صفقة تبادل الأسرى فضلا عن القيام بعمليات داخل العراق وهو ما آثار المخاوف إلى عودة تنظيم داعش إلى سابق عهده ، ووسط تلك المخاوف أدلى الباحث السعودي د. محمد صفر استاذ مقارنة الأديان ومدير مركز دراسات الأقليات المسلمة والباحث في قضايا الحركات الإسلامية بحوار خاص للزمان تناول فيه وجهة نظره فيما يتعلق بعودة تنظيم داعش وعدد من القضايا الإسلامية التي تشغل العالم الإسلامي وفيما يلي نص الحوار :-

​1- بما تفسر عودة تنظيم داعش إلى الظهور مرة أخرى في سوريا والعراق في هذا التوقيت ؟ ومن يقف وراءه ؟
​هناك عدة أسباب أدت إلى عودة تنظيم داعش إلى واجهة الأحداث وهي عدم معالجة الأنظمة للأزمات التي أدت إلى النزاع بين تلك الأنظمة وداعش أو حتى الفصائل الأخرى بعد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية وهو كا أعطى الفرصة لداعش لتنظيم صفوفها مرة أخرى ومحاولة فرض نفسها مرة أخرى كقوة مؤثرة على الساحة تحاول تحقيق مكاسب إعلامية أو مواقع على الأرض أو تبادل للأسرى أما بالنسبة لمن يقف وراءها فرغم أن داعش تعمل في جزء من نشاطاتها كقوى مرتزقة تنفذ مشروعات لصالح الدول الأخرى إلا أنها في نفس الوقت لها شبكات تمويل دولية وتنفذ مشروعات تدر عليها دخل .

​- وهل يمكن للتنظيم أن يعود بقوة كما كان في بداية ظهوره ؟ وما تأثير مقتل قائده عليه ؟
​استبعد عودة التنظيم مرة أخرى إلى سابق عهده لأن الدول استوعبت صدمة نجاح التنظيم في الاستيلاء على أراضي كما حدث في العراق وبالتالي فإن التنظيم حاليا لا يريد الجغرافيا لأنه ليس له حدود وأعتقد أن مقتل زعيم القاعدة سوف تؤثر عليه بالسلب لأن القيادة القديمة هي أقدر على فهم المتغيرات التي تحدث بما يضمن عدم انحراف التنظيم عن مساره .

​- إذا انتقلنا إلى جماعة الإخوان كيف ترى تأثير الانشقاقات التي حدثت مؤخرا على مستقبل الجماعة في المرحلة القادمة ؟
​عملية الانشقاقات قد تحوي في داخلها ظاهرة إيجابية إذا أدت إلى ظهور مجموعات جديدة تعمل على التجديد والتطوير ولكن ما حدث للجماعة هو انعكاس لأزمة داخلية وعدم قدرة القيادة على إدارة المجموعات التي تنتمي إليها وهو الأمر الذي أثر على سمعتها وتماسكها وعلى مصادر التمويل وهو الأمر الذي ظهرت آثاره على الجماعة في تركيا والذي أثر بالسلب على الإدارة مما أدى إلى تسرب بعض الأسرار والخطط وعلى تماسك الجماعة .

​- وهل تتوقع عودة الجماعة مرة أخرى إلى الساحة المصرية نتيجة لحالة الاحتقان الموجودة حاليا في ظل وجود أزمة اقتصادية خانقة ؟
​هذا الأمر مرتبط بقرارات سياسية فلا تستطيع الجماعة العودة إلى الساحة المصرية إذا لم يسمح النظام بعودتها وهو أمر غير وارد كما أن الجماعة أثبتت فشلها في إدارة الدولة خلال العام الذي حكمته وبالتالي فليس من مصلحتها إعادة تلك التجربة ولكن يمكنها العمل على الساحة بوجوه أخرى .

​- هناك انتقادات وجهت مؤخرا إلى عدد من الإعلاميين الذين شككوا في الثوابت على رأسهم إبراهيم عيسى ، فهل ترى أن قرار عدم خوض غير المتخصصين في المسائل الدينية يقضي على تلك الظاهرة ؟
​لا أريد أن أوجه اتهامات لأحد لأن هناك حراك فكري لصالح ما يمكن أن نسميه النضج والارتقاء الفكري ونهضة وعي المجتمعات وحتى لو وجدت شبهات فإن هناك مؤسسات لديها وسائل ومتخصصين يمكنهم الرد على تلك الشبهات ورد الأمور إلى نصابها خاصة إننا في عصر الفضاء الفكري الذي يمكن لأي شخص أن يطرح وجهة نظره دون ارتباط بمكان .

​- ما هي أبعاد المخططات الإيرانية في المنطقة خاصة فيما يتعلق بنشر التشيع وإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية ؟ وكيف يمكن مواجهة هذا المخطط ؟
​التشيع أحد أدوات إيران وليس المشروع الأساسي وهي لا تستطيع ان تأخذ لواء الشيعة وتصادر دور شيعة العرب وإن استطاعت جماعة الحوثيين السيطرة على اليمن فليس من مصلحة المرجعية الشيعية في العراق السيطرة عليها لأن ذلك ليس في مصلحة العراق فالشيعة موجودة عند العرب وإيران ورثت تاريخ الدول الصفوية قد يكون لإيران مليشيات تابعة لها ورغم ذلك فهي لا تستطيع السيطرة على شيعة العرب سواء كان ذلك على المستوى العقائدي أو القومي .

​- في ظل المطالبات بتطوير الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف ما هي رؤيتك لطبيعة هذا التطوير ؟ وهل هناك قصور من المؤسسات الدينية في هذا المجال ؟
​تطوير الخطاب الديني ليس فقط تطوير الأدوات بل أيضا تطوير المنطلقات خاصة إننا نعيش في عالم ليس لنا فيه أي تأثير ومن هذا المنطلق يجب علينا إعادة النظر في المنطلقات الفقهية ومضامين الخطاب بأن يبتعد عن العاطفة ويركز على العقل لأنني كما قلت لك إننا نعيش نظام عالمي جديد ليس لنا فيه أي تأثير .

​حاوره/ مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم