مهرجان العودة .. السينما في مواجهة الدعاية الصهيونية

0

 

كمال القاضي..

تزامن إطلاق الدورة السادسة لمهرجان العودة السينمائي الفلسطيني، الذي يترأسه المخرج سعود مهنا مع حادث اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة برصاصة غادرة من قناص إسرائيلي، فحملت الدورة اسم الصحافية المناضلة في تلازم يوحي بالإصرار على المقاومة مع الشعار الأصلي للمهرجان ـ انتظار العودة عودة ـ فاكتسبت الفعاليات السينمائية الثقافية سخونة وزاد المشهد كله وهجاً على وهجه، حيث لا مناص من الاستمرار في المسلك العنيد لسينما فلسطينية وعربية مُختلفة تضع النقاط فوق الحروف، وتجعل من شعار العودة حقيقة مؤكدة تتجلى دلالاتها في تفاصيل الرؤى السينمائية والأفلام المُتسابقة التي بلغ تعدادها 233 فيلماً من 37 دولة عربية وأجنبية.

ولأن الإيمان بالقضية الفلسطينية وعدالتها قد تخطى لدى الغالبية العظمى من مُثقفي العالم حاجز التأثير السلبي للدعاية الصهيونية في ما يخص زعمها الكاذب بأحقيتها في البقاء داخل الأراضي المُحتلة، فقد توافدت إلى إدارة المهرجان مئات الرسائل النصية والمُنتجات السينمائية الداعمة لشعار العودة واسترداد الحقوق المسلوبة بما يُشبه الاستفتاء الشعبي على ترسيخ مبدأ المُطالبة الفلسطينية بكل ما هو مُغتصب ومفقود، وحفظه داخل الذاكرة الجمعية للسينما العربية والعالمية التي تُمثل الوثائق المُصورة والمرئية اللازمة لتأكيد الهوية وإثبات الملكية.

وقد أغنت الشراكة الرباعية بين مُلتقى الفيلم الفلسطيني ومؤسسة جذور للثقافة والإعلام في أستراليا وجامعة فلسطين و وزارة الثقافة الفلسطينية، في إنجازها للدورة السادسة على النحو الذي ظهرت عليه الفعاليات في حفلي الافتتاح والختام، عن أي تعريف للحمة الوطنية بين فئات الشعب الفلسطيني وعُرى التماسك التي تربط بين كل المؤسسات الثقافية والأكاديمية والمعرفية داخل الوطن القوي، المُرتكز على قاعدة الوحدة كنواة صُلبة للصد والمقاومة. وبالطبع جاءت الترجمة التفاعلية بين الأفلام المُختارة والجمهور المُتلقي مُفسرة لحالة الانسجام الكامل مع المحتوى الذي تضمنته التجارب الإبداعية، سواء كان هذا المحتوى عربياً أو إفريقياً أو أوروبياً، حيث توحدت الرؤى الجمالية فشكلت رأياً عاماً حول القضية الفلسطينية ومُنتجاتها الثقافية والإنسانية وحقوقها السياسية المشروعة.

وبعد انقضاء فترة المنافسة وعروض الأفلام والإقبال الجماهيري الكبير، حظيت الأفلام الفائزة بتقديرات واعتبارات مُستحقة لأصحابها من المُبدعين والمخرجين والمصورين والأبطال، وكالعادة تباينت مواطن التميّز في كل فيلم عن الآخر، برغم الارتفاع العام في مستوى الجودة من النواحي التقنية الخاصة بالإخراج والتصوير والإضاءة والمونتاج والديكور والصوت، فضلا عن مهارات كتابة السيناريو والأداء التمثيلي وغيرها من أدوات الإبداع الأخرى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم