الإنتماء المفقود

0

كتب مصطفى عماره

لم يكن حصول لاعب الاسكواش العالمي محمد الشوربجي على الجنسية البريطانية لتمثيل بريطانيا في المسابقات العالمية متخليا عن تمثيل بلده في تلك المسابقات مفاجئة بل سبقه عدد من اللاعبين المصريين البارزين في شتى الألعاب الذين تخلوا عن جنسيتهم المصرية لتمثيل البلاد التي يقيمون بها ولم يكن الأمر قاصرا على الألعاب الرياضية بل أن هناك علماء بارزين ابهروا العالم بمختراعاتهم في الخارج في الوقت الذي كانوا يعانون فيه من التجاهل في بلدهم ولعل أبرزهم العالم المصري أحمد زويل والعالم المصري محمد النشائي الذي كرمته الصين كواحد من أبرز علماء العالم في مجال النانو تكنولوجي بينما تجاهلته مصر وفرضت عليه الخناق لعدم استفادة بلده من علمه بل ووصل الأمر إلى هجرة مئات بل الآلاف المصريين إلى إسرائيل والتي تعد العدو الأول لمصر والمصريين للعمل بها ولاشك أن تلك الظاهرة التي تجسد الإنتماء المفقود بل الإنسان المصري وبلده لا يقف ورائها العامل المادي فقط فلم تكن الأوضاع الاقتصادية التي مرت به مصر بعد قيام ثورة يوليو عام 52 على ما يرام بفعل الحروب التي خاضتها مصر دفاعها عن استقلالها ودفاعا عن استقلالها ودفاعا عن كرامة واستقلال أمتها العربية والحصار الذي تعرضت له من جانب القوى الاستعمارية للتنازل عن مبادئها ورغم ذلك ظل الإنسان المصري شامخا متمسكا بأرضه ومبادئه لأنه كان يدرك أن بلده والتي كان يقودها الزعيم الراحل عبد الناصر كانت تدافع عن أرضه وكرامته الطبقة الفقيرة والمعدومة كانت على رأس اهتمامات وأولويات الثورة وزعيمها عبد الناصر ولكن وبمرور الوقت تغيرت الأمور حتى وصلنا إلى وضع أصبحت فيه المادة هي المعيار التي يقيم بها الشخص بغض النظر عن المبادئ كما تراجع الدور المصري والذي كان رائدا في المنطقة العربية وفي أفريقيا بل وفي العالم حتى وصلنا إلى وضع أن دولة كاثيوبيا لا تتعدى مساحتها وتعداد سكانها إحدى محافظات مصر الكبيرة تتحكم في أمن مصر المائي وتفرض شروطها علينا دون أن يكون لنا موقف يحفظ أمننا القومي وكرامتنا المهدرة بل ووصل الوضع أن يسمح للتيارات العلمانية أن تتعدى على ثوابتنا الدينية بعد أن حصلت على الضوء الأخضر لتنفيذ مخططها الهادف إلى محو هويتنا الدينية والأخلاقية وفي ظل المناخ الذي نعيشه فليس من الغريب أن يفقد الإنسان المصري انتماءه لبلده بل ويتحالف في بعض الأوقات مع أعدائها للإضرار بامنها بعد أن أصبح غريبا في بلده ولقد عشت هذا الإحساس في السنوات الأخيرة من حياتي عندما كنت أسافر للخارج سواء للعمرة أو العمل وأثناء عودتي إلى أرض الوطن حيث كنت أشعر أنني اعود إلى بلد غريبة عني في مبادئها ولاشك أن الأمر خطير يحتاج إلى وقفة مننا قبل أن ينفرط عقد الوطن وحتى يتحقق هذا يتطلب إعادة الاعتبار للإنسان البسيط وأن يكون التقييم على أساس الأخلاقيات وليس المادة وأن تعود مصر ريادتها في المنطقة من خلال دفاعها عن كرامة واستقلال أمتها مهما تعرضت من ضغوط لأن الله أراد لمصر أن تدافع عن الإسلام هذه مصر التي أرادها الله وهذه مصر الذي عرفتها منذ طفولتي وبدون هذا تصبح مصر البلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم