بيان سياسي

0

كتب مصطفى عماره

تحل الذكرى السبعين لثورة ٢٣/تموز ١٩٥٢، والذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية 1964، حدثان في تاريخنا العربي الحديث، شكل الحدث الأول ((محطة الدخول على طريق المشروع الوحدوي العربي النهضوي)) فيما قام الحدث الثاني على تأسيس إطار منظم للقوى القومية العروبية في سورية تتبنى خط النهوض الذي انتهجه عبد الناصر.

وإذا كانت ثورة تموز قد انطلقت للتغيير الثوري بدون إيديولوجيا ترتكز إليها إلا أنها اغتنت بالتجربة واستمدت رؤيتها ومسارها من ٱمال وطموحات ومعانات شعبها ورسمت خطها السياسي العروبي بالارتكاز إلى هذين المحورين :
الأول: التحرر الوطني من كافة القوى الأجنبية ومراكز نفوذها وأحلافها وإخراج الأجنبي بأي صيغة كانت من أراضيها، ودعم تحرر واستقلال الأقطار العربية، ومد يد العون لحركات التحرر العالمية، واتخاذ مبدأ عدم الانحياز والحياد الايجابي أساساً في سياستها الدولية.
المحور الثاني: الالتزام والعمل على تحقيق التنمية الشاملة عن طريق تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة الوطنية، وترسيخ قيم العمل والانتاج واستثمار الكفاءات والتوجه إلى التطوير الصناعي والزراعي والمشاريع الصناعية، والاهتمام بالتعليم وصولاً للدولة العصرية. وبموازاة هذين المحورين تحركت ثورة يوليو على الصعيد العربي فكانت الوحدة السورية المصرية كأول وحدة في العصر الحديث، وعملت على وحدة الصف والهدف لجمع كلمة العرب وتنسيق السياسات العربية في المحافل الدولية وفي مواجهة العدو الصهيوني، دعماً للقضية الفلسطينية، إيماناً منها أن التحرر العربي ونهوضه مرتبط بتحرير فلسطين، وأن المعركة مع العدو الصهيوني معركة وجود لا معركة حدود.
وحزبنا حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي التزم بثورة عبد الناصر كمنهج وطريق، وتأسس بين صفوف الشعب السوري لاستعادة الوحدة رداً على جريمة الانفصال، التزاماً منه بالخط القومي العروبي معتبراً أن بناء الوحدة الوطنية الديمقراطية المرتكز الأساس لتحقيق الوحدة العربية.
وفي سبيل ذلك عمل الحزب على مبدأ التحالفات لاستيعاب كل القوى والفعاليات الوطنية كخط استراتيجي باعتبارها ضرورة وطنية ملحة في المرحلة الراهنة، تبنى على رؤية سياسية للتغيير الوطني الديمقراطي من أجل إنهاء نظام الإستبداد والفساد وكافة الاحتلالات المتواجدة على الجغرافية السورية التي تعمل على تقسيم الوطن وانتهاك سيادته. انحاز الحزب إلى ثورة الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية منذ بدايتها قولاً وعملاً وقدم الشهداء على هذا الطريق ورفض كل أشكال الإرهاب المنظم والمعمم والتدخل الخارجي بكافة اشكاله حفاظا على سيادة سورية واستقلال قرارها الوطني، وتقدم إلى جماهيره ببرنامج سياسي يقوم على التغيير السلمي الشامل للنظام القائم وبناء النظام الديمقراطي المدني التداولي، يقوم على استعادة سوريا لدورها القومي والإقليمي تدعيماً للعمل العربي المشترك بكل مستوياته، والتزاماً بـ “الأمن القومي العربي” وابتعاداً عن سياسة الأحلاف والاستقطاب على اختلاف مظاهره وتجلياته..
ولقد خاض الحزب ضمن صفوف هيئة التنسيق الوطنية ومن خلال هيئة التفاوض السورية المعتمدة دوليا مفاوضات صعبة في جنيف عبر جولات عديدة لانجاز الحل السياسي بتطبيق بيان جنيف ١ القرار ٢٢٥٤ /٢٠١٥ والقرارات الدولية ذات الصلة وغيرها من القرارات التي حددت خطة الطريق للانتقال السياسي، لكن تعنت النظام، وغياب التوافق الدولي الدافع والضاغط لأية مفاوضات جدية أو لأي حل سياسي للقضية السورية حال دون تحقيق نتائج ملموسة حتى الٱن .
لا يزال حزبنا عبر تاريخة ممسكاً بالمشروع الوطني الديمقراطي لسورية المستقبل الذي يقوم على انجاز الدولة الوطنية الديمقراطية التداولية، دولة المواطنة المتساوية لجميع المواطنين دون تمييز بين الأديان والأعراق والإثنيات والمعتقدات .. دولة يسود فيها العدالة وحكم الدستور والقانون وحقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية المختلفة.
تحية لهذا اليوم الأغر، ذكرى ثورة يوليو، وذكرى ولادة تنظيمنا، والعهد نجدده أمام شعبنا بالإمساك بأهداف نضاله الثوري الوطني والقومي، والتصميم على أن تبلغ ثورته الراهنة أهدافها في إقامة نظام وطني ديموقراطي، يجسد المواطنة الحقة بكل وجوهها، ويحقق ويصون للوطن وللمواطن كل حقوقه.
الرحمة للشهداء، الحرية للمعتقلين والمخطوفين والمغيبين، الشفاء للجرحى والمعوقين، العودة الآمنة والطوعية للمهجرين قسراً والنازحين والنصر لثورة شعبنا.

دمشق 22 تموز. 2022 المكتب السياسي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم