العلاقات المصرية السعودية ومحاولة الصيد في الماء العكر

0

كتب مصطفى عماره
​تكتسب العلاقات المصرية السعودية خصوصية ميزتها عن باقي العلاقات العربية فلقد أراد الله أن تنزل الرسالة في أراضي الحجاز ويدافع عنها في مصر ومن هذا المنطلق أوصى رسولنا الكريم بمصر عندما قال إذ من الله عليكم بفتح مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإن بها خير أجناد الارض كما قال مصر في رباط إلى يوم الدين ، ونظرا لخصوصية تلك العلاقة وارتباطها بأمن الأمة الإسلامية بصفة عامة والأمن القومي العربي بصفة خاصة فلقد سعى أعداء العرب والمسلمين في الداخل والخارج إلى محاولة تعكير صفو تلك العلاقات ومحاولة إحداث فتنة بينهما حتى تحقق لهم أغراضهم الخبيثة من النيل من أمتنا ومحاولة السيطرة عليها مستغلين في ذلك سلوكيات فردية من بعض الأفراد من هنا أو هناك لا تعبر عن خصوصية تلك العلاقات ومنذ أن تفجرت ثورة يوليو بقيادة الزعيم الراحل عبد الناصر أدرك عبد الناصر أن هناك ثلاث دول يرتكز عليهم الأمن القومي العربي وهم علاقات مصر وسوريا في الشمال وعلاقة مصر بالسعودية في الشرق ولهذا لم يكن غريبا أن يسعى عبد الناصر إلى تحقيق الوحدة مع سوريا في دولة واحدة تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة والتقارب مع السعودية إلا أن أعدائنا سعوا إلى إفشال هذا التقارب فحدث الانفصال بين سوريا ومصر وحدث الخلاف المصري السعودي في اليمن ودفعت أمتنا نظير هذا الخلاف ثمنا باهظا عندما استغلت إسرائيل تلك الفرصة وقامت بعدوانها عام 1967 والذي احتلت إسرائيل خلاله أراضي ثلاث دول عربية وهنا ظهر المعدن الأصيل لجوهر العلاقات المصرية السعودية ، فكان الملك فيصل رحمه الله أول من بادر بدعم الدول التي تعرضت للعدوان كما كان له دور بارز في حرب اكتوبر عندما قطع البترول عن دول الغرب وهو ما مكن مصر من تحرير أراضيها وحتى في الفترة التي أعقبت قطع الدول العربية علاقتها مع إسرائيل بعد كامب ديفيد استمرت العلاقات المصرية السعودية قوية على المستوى الشعبي واستمر الدعم السعودي لمصر بصفة غير رسمية ولا يمكن لمصر أن تنسى وقوف الملك عبدالله رحمه الله مع مصر أثناء ثورة يناير عام 2011 عندما تصدى لكل المحاولات الهادفة لإسقاط الدولة المصرية وقد عبرت مصر عن خصوصية تلك العلاقات عندما أعلن الرئيس السيسي في اكثر من مناسبة أن أمن الخليج هو خط أحمر في مصر كما شاركت مصر بقوات بحرية وجوية في قوات التحالف العربي وخلال الفترة الأخيرة تطورت العلاقات المصرية السعودية بشكل لافت وانعكس هذا على الزيارات المتبادلة للرئيس السيسي وولي العهد السعودي والدعم الاقتصادي الكبير للاقتصاد المصري من خلال المنح والمشروعات الاستثمارية الضخمة وربما أشعل تطور تلك العلاقة التي تشكل ركيزة الأمن القومي العربي نيران الحقد في قلوب أعدائنا الذين سعوا إلى محاولة تخريب تلك العلاقة التي تشكل حائط صد في مواجهة أطماع تلك الدول من خلال التركيز على حوادث فردية يمكن أن تحدث داخل العائلة الواحدة ولعل تلك المؤامرة تتطلب منا سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي والارتفاع فوق تلك الصغائر لأننا في مرحلة دقيقة تتعرض فيها أمتنا لمؤامرات من أعدائنا في الداخل والخارج بهدف السيطرة على مقدراتنا ورغم كل محاولات الوقيعة فإن أحد لن يستطيع أن ينال من تلك العلاقة المتجذرة عبر التاريخ والتي صنعها الله ولم يصنعها البشر لتظل أمتنا خير أمة أخرجت للناس .

​ مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم