ذكرياتٌ نسيتها فأحيتها زخرة مطر ” من ذا الذي زعزع صفو قلبي بشكلٍ مبعثرٍ

” ذكرياتٌ نسيتها فأحيتها زخرة مطر ”
من ذا الذي زعزع صفو قلبي بشكلٍ مبعثرٍ، من ذا الذي دس السم في خلايا عقلي
نهاراتٌ معتمةٌ، وليالِ مضيئةٌ بالخذلانِ والأسف
عصافيرٌ بلا أجنحة تطير، طرق معوجة بأعمدةِ إنارة منطفئة يأكلها الصدأ، نسماتٌ مزعجةٌ تتلمس آخر الطريق الذي يتربعه عمود إنارةٍ وحيدٍ، ورودٌ ذابلةٌ مرميةٌ هنا وهناك لن تعيد المجد لم أفناه الزمان
لماذا وكيفَ وصلت إلى هنا، هل تعمقوا في كل تلكَ المشاعر في ذاتي حتى احتلوا هويتي، أنت ياقلبي تحتاج الكثير من المطر، ربما لن تحييك المطر، عليك أن تنتظر فيضاناً وربما طوفان ليزيل الغبار المتراكم أو بركاناً ينفجر في أعماقي ليذيب أحاسيسي المبعثرة
لا أستطيع الاقتراب أكثر لكي لا أحترق، ولا أستطيع الرجوع لإني أضعت طريق العودة إلى نفسي عالقةٌ في المنتصف، لا أستطيع الاختيار لأن أصابع قلبي مبتورةٌ، ولأن عقلي يفكر في طريقةٍ رجعيةٍ، بينما تسيرُ الحياة من حولي ولربما تدهس فوقِ عجلات الزمن المتسارعة، وكان الفاصل بيننا بضع خطواتٍ مليئةٍ بألغامِ المكابرة وبقايا زجاج القصة
أصبحتُ أسيرُ بلا وجهةٍ، بينما كان يفصلنا حشدٌ من الكلمات التي لم نبح بها، وهذا ما أنهى الحديث سريعاً، بعدها قد غابت صورتكَ عن المشهد .
وأصبحَ المكانُ غائماً .
نسيبة حوراني ..