في الذكرى التاسعة والأربعين لحرب أكتوبر اللواء/ محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية في أخطر حديث للزمان
- أشرف مروان كان عميل للموساد الإسرائيلي وأبلغ المخابرات الإسرائيلية بموعد حرب اكتوبر .
- إسرائيل متورطة في دعم الجماعات الإرهابية في سيناء .
على الرغم من مرور 49 عاما على حرب اكتوبر المجيدة إلا أن صدى تلك الحرب لا يزال حاضرا نظرا لما أحدثته تلك الحرب من آثار لا تزال حاضرة حتى الآن ليس فقط على المنطقة بل والعالم كله ، وفي تلك الذكرى أدلى اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية سابقا والذي كان المسئول عن الملف الإسرائيلي سابقا والذي كان المسئول عن الملف الإسرائيلي بأخطر حوار تناول فيه جانب من أسرار تلك الحرب وفيما يلي نص الحوار :-
- ما هي حقيقة تسريب أشرف مروان سكرتير الرئيس السابق للسادات معلومات لإسرائيل عن موعد حرب اكتوبر؟ وما تأثير ذلك على الهجوم المصري لو أقدمت إسرائيل على القيام بضربة اجهاضية ؟
أشرف مروان كان عميلا للمخابرات الإسرائيلية ولم يكن عميلا مزدوجا وكان متخصصا في تهريب الوثائق وفي يوم 5 أكتوبر اجتمع أشرف مروان مع المخابرات الإسرائيلية في لندن وابلغهم أن مصر وسوريا سوف تقوم بالهجوم على إسرائيل يوم 6 أكتوبر ولدي وثيقة تثبت ذلك وهو ما دفع إسرائيل إلى إعلان التعبئة صباح يوم 6 أكتوبر إلا أن الوقت لم يسعفهم وقامت مصر وسوريا بالهجوم وبالقطع فإن الوضع كان سوف يتغير لو بادرت إسرائيل بالهجوم لكنها كانت ترى أن مصر أصبحت جثة هامدة ولو قامت بالهجوم فسوف يكون هجوم محدود .
- هناك من يتهم السادات بالخيانة بعد إعلان كيسنجر أن مصر لن تطور الهجوم إلى عمق سيناء بعد احتلالها خط بارليف فما هي وجهة نظرك ؟
يوم 7 أكتوبر أبلغ مستشار الأمن القومي للسادات كيسنجر بأن مصر لن تطور الهجوم بعد استيلائها على خط بارليف وأن هدف مصر من الحرب هو تحريك الموقف السياسي وبعد أن قام كيسنجر إسرائيل بتلك المعلومة ركزت كل جهودها على الجبهة السورية وهو ما أدى إلى تراجعها ويمكن القول أن سوريا خرجت عمليا من الحرب يوم 13 أكتوبر وقامت الأردن بحشد قواتها بعد اقتراب إسرائيل منها إلا أن كيسنجر أعطى وعد للأردن بعدم تقدم إسرائيل داخل الحدود الأردنية مقابل عدم مشاركتها فى الحرب .
- وهل ترى أن السادات أخطأ عندما قرر تطوير الهجوم والدفع باحتياطي في الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية مما أدى إلى حدوث الثغرة ؟
كانت تعليمات المخابرات العامة بعدم تقدم القوات المصرية في سيناء لأكثر من 15كم حتى تكون في حماية حائط الصواريخ إلا أن قرار السادات بالدفع بالفرقة 21 إلى الضفة الشرقية وخروجها من نطاق حائط الصواريخ كبدها خسائر فادحة وصلت إلى 250 دبابة في يوم واحد وأدى إلى حدوث الثغرة .
- وما هي وجهة نظرك حول الخلاف بين السادات وسعد الدين الشاذلي حول كيفية تصفية الثغرة ؟
كانت المعلومات الأولية لدى مصر عن الثغرة أن هناك 4 دبابات و7 عربات مدرعة وعندما حاول الفريق سعد الدين الشاذلي التعامل مع تلك القوة فوجئ أن القوة الحقيقية 110 دبابة ولواء مدرع وكتيبة مشاه ميكانيكي وكتيبة مظلات وفشلت محاولات الشاذلي فى تصفية الثغرة من خلال إغلاقها من الضفة الشرقية كما أن اقتراحه بدفع قوات من الضفة الشرقية للغربية يجدي لأن إسرائيل اخترقت حائط الصواريخ المصري وهو ما كان سوف يؤدي إلى تدمير تلك القوات في حالة تدخل القوات الطيران الإسرائيلي .
- وهل ترى أن الثغرة اجهضت انتصار حرب اكتوبر ؟
المهم هو التقييم النهائي للحرب فهدف مصر من الحرب كان تحريك الموقف السياسي وليس تحرير سيناء وهو هدف قد تحقق في المقابل حققت إسرائيل هدفا بإخراج مصر من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي وأذكر أن القيادة الأمريكية أبلغت السفير المصري في الولايات المتحدة أشرف غربال أنه لولا تدخل أمريكا في الحرب لاستطاعت مصر إزالة إسرائيل من الوجود بعد اليوم الثاني .
- وهل ترى أن السادات أخطأ بعقد إتفاقية كامب ديفيد والتي أخرجت مصر من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي ؟
مصر كانت محتاجة إلى معاهدة السلام لأن اقتصادها كان منهارا ولم يقف معها أحد .
- وما حقيقة تورط إسرائيل في العمليات الإرهابية في سيناء ؟
إسرائيل اخترقت كافة التنظيمات الإرهابية في سيناء وتمدها بالمعلومات الاستخباراتية والمعدات بهدف إنهاك الجيش المصري .
- في النهاية ما تعليقك على ما قاله السادات بأن حرب اكتوبر هي آخر الحروب ؟
الحرب مع إسرائيل لم تنتهي ولكن تغير شكلها من الحرب العسكرية إلى الغزو الثقافي والفكري وهو ما كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس عن الفوضى الخلاقة والتي تهدف إلى تفكيك المجتمعات وانهائها .
حاوره/ مصطفى عمارة
