عقب التلاسن الإعلامي بين إعلاميين مصريين وسعوديين مصدر برئاسة الجمهورية للزمان: التلاسن الإعلامي لا يعكس توتر العلاقات المصرية السعودية والبيان المصري السعودي تم الإعداد له منذ فترة طويلة
كتب مصطفى عماره
شهدت الفترة الماضية تلاسنا إعلاميا بين عدد من الإعلاميين المصريين والسعوديين حيث تنبأ الصحفي المصري عماد الدين أديب والمعروف بقربه من الدوائر السياسية السعودية برحيل عدد من الأنظمة العربية في العام الحالي في إشارة للنظام المصري ، فيما أنتقد الإعلامي عمرو أديب والمعروف بمولاته للنظام المصري السياسة الاقتصادية التي يتبعها النظام المصري في معالجة الأزمة الإقتصادية الحالية ، وفي الوقت نفسه أتهم إعلامي سعودي النظام المصري بالفشل في معالجة الأزمة الحالية التي تمر بها مصر داعيا الدول الخليجية إلى التوقف عن دعم النظام المصري الذي يعتمد في سياساته على القروض ، وردا على تلك الحملة أتهم إعلاميين مصريين كل من عمرو أديب وعماد أديب بتنفيذ سياسة تهدف إلى تقزيم الدور المصري لصالح السعودية ، وفي تعليقه على تلك الحملات المتبادلة نفى مصدر برئاسة الجمهورية في تصريحات خاصة للزمان وجود توتر في العلاقان بين مصر والسعودية وأن تلك الحملات تعكس أجندات خاصة لبعض الإعلاميين أو محاولة بعض الأطراف تعكير العلاقات المصرية السعودية باعتبار أن البلدين ركيزة للأمن القومي العربي ، وأضاف المصدر أن العلاقات بين البلدين تمر حاليا بأفضل أحوالها وأن السعودية كان لها دور بارز في تقديم الدعم المالي لمصر لإنقاذ الاقتصاد المصري من أسوء أزمة نتيجة أزمة الدولار لأن السعودية لن تسمح بانهيار الدولة المصرية لأن ذلك إنهيار للأمن القومي العربي ، وفي الوقت نفسه فإن البيان المصري السعودي الذي صدر عقب اجتماع وزيري خارجية مصر والسعودية والذي تم الإعداد له منذ أشهر يعكس متانة العلاقات المصرية السعودية حيث تضمن لأول مرة تهديدا صريحا لإيران بالإعلان عن دعم أي جهد عربي للتصدي للمخططات الطائفية التي تخطط لها إيران في دول المنطقة وتنسيق الجهود لحماية الأمن القومي العربي في منطقة الخليج العربي ، فيما أكد مصدر أمني للزمان أن السعودية تعهدت بالتدخل العسكري للتصدي لمخططات الحوثيين الرامية لتهديد أمن السعودية والملاحة في الخليج ، فيما تعهدت السعودية باستخدام نفوذها لدعم مصر في ملف سد النهضة باعتبار أن قضية المياه تشكل قضية حياة او موت بالنسبة لمصر ، وفي السياق ذاته وفي استطلاع للرأي أجريناه حول البيان المصري السعودي قال المحلل السياسي السعودي د. سالم اليامي أن البيان المصري السعودي يعتبر نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين والتي تمتد إلى حرص البلدين على حماية الأمن القومي العربي وهذا التناغم والمواقف المشتركة لا تلغي دور الجامعة العربية ولكنها تمتد لأطراف عربية أخرى فيما يختص بحماية الأمن القومي العربي ولقد بدأ البيان الطويل ليعالج الاهتمامات المصرية السعودية ثم انتقل ليشمل الهموم المتعلقة بالأمن القومي العربي والتدخلات من بعض القوى لتفكيك الجسم العربي من خلال استخدام الطائفية واعتقد ان الإشارة إلى حماية الملاحة في الخليج لا يهم فقط مصر والسعودية بل يهم العالم كله وهو أمر يحسب للقادة في مصر والسعودية ، أما د. عمرو الشوبكي الخبير بمركز دراسات الأهرام فقال أن البيان جاء في توقيت تولي مصر مسئولية الأمن في الخليج والبحر الأحمر من خلال القوة المشتركة 153 بحضور البحرية المصرية والمشهود بكفائتها وأعتقد أن البيان الصادر ليس بغرض مواجهة دولة أو ميلشيا أو فصيل ولكنه جاء منسجم مع الشرعية الدولية من خلال حماية الملاحة في أحد الشرايين الملاحية الدولية والذي يشكل أمن قومي أيضا لمصر والسعودية وهو يعطي غطاء دولي للتحرك العسكري لحماية شريان دولي وهذا التحرك لن يكون بديلا للجامعة العربية ولكنه تحرك من أكبر دولتين عربيتين لحماية الأمن القومي العربي .
مصطفى عمارة
