توسع نطاق تسميم الطلاب إلى المدن الصغيرة والقرى وفضح المزيد عن دور الجهات الحكومية
كتب مصطفى عماره
السيدة مريم رجوي: خوفا من الانتفاضة، بعد 100 يوم عن قضية التسميم يبحث خامنئي عن مقصر وليس سوى نفسه وعناصره والأجهزة التابعة له وإلا فعليه قبول فريق التحقيق الدولي
بينما ينتشر تسمم طالبات المدارس في جميع أنحاء البلاد وكل يوم يتم فضح المزيد عن الأسباب حول الدور المباشر للأجهزة الخاضعة للولي الفقيه في هذه الجريمة الكبرى، كسرخامنئي صمته في كلمة بمناسبة يوم الشجرة! وقال بعد وضع شروط: “على المسؤولين والمخابرات وأجهزة إنفاذ القانون أن يتابعوا الأمر بجدية … وإذا تورط أي شخص في هذا الحادث، فيجب معاقبة المتورطين والجناة بشدة … إذا ثبتَ تسمم التلامذة، تنبغي معاقبة المتورطين في هذه الجريمة بأشدّ العقوبات والمجازاة، ولن يكون هناك أيّ عفو عنهم”. (موقع خامنئي – 6 آذار/ مارس).
وبهذا الشأن قالت السيدة مريم رجوي: بعد 100يوم استيقظ خامنئي متأخرا وخوفا من الانتفاضة يبحث عن مقصرين في تسميم التلميذات والمقصرون ليسوا سوى نفسه وعناصره والأجهزة التابعة له. وكان عليه أن يقبل زيارة وفد أممي لتقصي الحقائق حيث دعونا إليها منذ اليوم الأول ولكن يجب أن نزيد من الاحتجاجات والمظاهرات.
وطبعا قبل خامنئي كان إبراهيم رئيسي الجلاد قد حسم الأمر في مجلس الوزراء أمس وقال في إشارة إلى تقرير وزير المخابرات: “.. هذا العمل حلقة أخرى في سلسلة مؤامرات العدو، وهو يهدف إلى خلق أجواء ملتهبة في المجتمع والقلق العام ولإثارة الخوف بين أبناء هذا البلد، ويجب معرفة مصادرها والتعامل معها بجدية”. (وكالة أنباء تسنيم – 6 آذار).
كما قال المعمم السفاح محسني إيجئي رئيس السلطة القضائية: “من يسمم التلاميذ هم مفسدون في الأرض”. وفي الوقت نفسه، هدد المواطنين: “يجب استدعاء من ينشر الكذب والإشاعات في موضوع التسمم”، وقال: “أمس، صدرت أوامر للادعاء العام في المحافظات بتخصيص فرع في مركز المحافظة لاستدعاء اولئك الذين يثيرون الفوضى والكذب في قضية التسمم. فمصير هؤلاء الأشخاص لن يكون خارجا عن حالتين: إما أنه يتم التحقق معهم ويثبت أن لديهم نية خبيثة وأنهم يعملون مواكبة مع العدو، وفي هذه الحالة سيتم معاقبتهم بشدة، أو يتم التأكد من عدم وجود نوايا خبيثة لديهم، وفي هذه الحالة لا يمكن التغاضي عنهم وسيتم التعامل معهم معاملة قانونية.
وأضاف: لا شك أن العدو يؤيد ويحرض ويستغل بعض الأعراف الاجتماعية الشاذة، بما في ذلك قضايا تخدش الحياء العام، ومخالفة للشريعة، وللقانون، ومن أبرز مثال لها خلع الحجاب. هذه المقولة تختلف عن الأخطاء الفردية وذنوب الأفراد، ودور العدو فيها واضح؛ لذلك سيتم اتخاذ اجراءات في هذا المجال قريبا بتنسيق بين السلطات ستشاهدون نتائجها”. (وكالة أنباء السلطة القضائية – ميزان – 6 مارس).
وقال الملا علم الهدى، ممثل خامنئي في مدينة مشهد ووالد زوجة إبراهيم رئيسي الجلاد رئيس النظام: “لم يعد بإمكان السلطة الأمنية للنظام أن تعمل في هذا المجال … في قضية الحجاب، عليكم جميعاً إخوتي وأخواتي الوقوف ومواجهة عملية خلع الحجاب”. (موقع انتخاب – 3 مارس). وقال الحرسي غلام رضا جلالي، رئيس منظمة الدفاع السلبي التابعة للنظام، إن “التسممات سببها التدخل المباشر لتيار النفاق والمناوئين للبلاد”. (موقع انتخاب – 5 مارس).
وفي الوقت نفسه قال مسعود بزشكيان عضو لجنة الصحة والعلاج في برلمان النظام: “إن الجهاز الأمني الذي يقوم بالتحقيق والمتابعة والاعتقال في أقصر وقت ممكن في حالة حدوث مشكلة، كيف يمكن ألا ترى هذه الحالة؟ … عدم تعامل الجهاز الأمني في البلاد مع المتورطين في حادث التسمم مشكوك فيه وغير مقبول”. (موقع ديدبان إيران – 6 مارس). يقال إن بعض مراسلي وسائل الإعلام الحكومية قد ألقي القبض عليهم بسبب التقارير التي كتبوها عن ذلك.
تواصلت عملية التسمم اليوم الاثنين وتعرضت كلية العلوم الأساسية بجامعة محقق أردبيلي في أردبيل لهجوم بالغاز السام. وبحسب الطلاب، “أولاً، انقطعت الكهرباء، مما أدى إلى توقف نظام التهوية، ثم انتشر الغاز، وركضنا جميعًا إلى خارج المبنى، لكن أصيب بعض الطلاب بالتسمم”. أصيب طلاب مدرسة علي محمدي بمدينة إيلام غربي البلاد بالتسمم بالغازات السامة ونقل بعضهم إلى المستشفى. في مدينة ماسال، أصيبت 43 تلميذة بالتسمم في مدرسة عصمت وتم نقلهن إلى المستشفى. كما تعرضت للهجوم بالغاز السام كل من مدرسة خانزاد في مدينة آمل شمالي البلاد، ومدرستي فريدة ميري وصبوري من مدارس مدينة بابل ومدارس رسالت وزينبية وشاهد في درود، ومدرسة مريم للبنات و 3 مدارس أخرى في مدينة ماكو وكوثر ونمونه في سلماس، وثانوية العلوم والمعارف الإسلامية في مدينة مشهد، ومدرسة لاجيني الابتدائية في قوجان، ومدرسة السيدة رقية الثانوية للبنات في مرند، ومدارس أنديشة غير الربحية ومدرسة العلامة حلي الثانوية للبنات في زاهدان، مدرسة كوكتبه في مهاباد، مدرسة ننه له الثانوية للبنات في سنندج، ومدرسة عبد الرضا كرمي الثانوية للبنات في هرسين في كرمانشاه، ومدرسة في سمنان، ومدرسة إيثار الثانوية للبنات في مدينة قدس طهران، مدرسة في سمنان، ومدرسة فضيلت همدان الثانوية.
وتجمع أهالي الطالبات في ديواندره أمام مبنى حاكم المدينة وفي دهلران أمام مدرسة السيدة رقية الابتدائية للبنات احتجاجا على تسميم أطفالهم.
وفي يوم الأحد استمرت الهجمات بالغاز السامل في ما لا يقل عن 10 محافظات و 30 مدينة، بما في ذلك طهران، خلخال، رامهرمز، نيشابور، شيراز، كنبد كاووس، مشهد، يزد، آبادان، إيلام، تبريز، كرج، فولادشهر في أصفهان، أصفهان، زنجان، أبهر، كنكاور، ميناء خور موسى، بندر عباس، كرمدره، الأهواز، همدان، ياسوج، إيوانغرب.
كتب موقع إيسنا الحكومي يوم الأحد 5 مارس: “أعلن نائب رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية في شؤون العلاج عن زيادة عدد الطلاب الذين أصيبوا بالتسمم في محافظة خوزستان اليوم إلى 700 شخص، وغادر 500 شخص المستشفيات و 200 شخص لا يزال تحت العلاج”.
واحتشد أهالي الطلاب المصابين بالتسمم يوم الأحد في كاشان أمام دائرة التربية والتعليم في كاشان. اعتقلت القوات القمعية وشبيحة خامنئي في طهران عددًا من الآباء والأمهات الذين خرجوا للاحتجاج أمام إدارة التعليم وضربوهم بوحشية، وفي مدينة رشت أطلقوا الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل على الأمهات المتجمعات أمام إدارة التعليم. وفي رامهرمز، تجمع آباء وأمهات الطلاب المصابون بالتسمم أمام مستشفى “مادر” واشتبكوا مع الشرطة والحرس.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
7 مارس / آذار 2023