إيران… رسالة الاربعاء الاخيرة
كتب مصطفى عماره
تحول الاحتفال بليلة الاربعاء الاخيرة من السنة الايرانية الى صدامات بين نشطاء الانتفاضة الشعبية والاجهزة القمعية التابعة لنظام الملالي الذي كان يستعد لهذه المواجهة منذ يناير الماضي، على حد قول قائد شرطة سمنان.
دعت هيئة قيادة مجاهدي خلق داخل إيران إلى الحملة الوطنية لاحتفال ليلة الأربعاء الأخير للسنة الإيرانية تحت عنوان التلاحم مع انتفاضة الشعب الإيراني والثورة الديمقراطية، في الوقت الذي وضعت قوات الشرطة وكافة أجهزة الأمن والاستخبارات في عموم البلاد في حالة تأهب لقمع فعاليات المنتفضين، حيث نشر النظام 45000 عنصر من قواته في طهران وحدها، لتنفيذ اعتقالات جماعية، في محاولة للقضاء على احتفال “تشهارشنبه سوري” في مهدها.
أعلنت وزارة المخابرات عن استخدام مجموعة من أساليب التعقب الاستخباراتي والأمني والفني “نجحت في تحديد واعتقال الخلايا الإرهابية واكتشاف مواد وادوات متفجرة وقنابل يدوية وقذائف هاون محلية الصنع” كما جاء في بيان الوزارة انه تم تحديد واعتقال خلية مؤلفة من 21 عضوًا تابعة لمجاهدي خلق واكتشاف 300 قنبلة يدوية، وافاد البيان بان الخلية انتجت قنابل يدوية، خزنت عددًا كبيرًا من الزجاجات الحارقة، و خططت لإغلاق الطرق ومهاجمة مراكز محددة.
حاول النظام من خلال وسائله الدعائية الخادعة ـ منابر الجمعة، الإذاعة، والتلفزيون ـ منع الشباب من الانضمام إلى الحملة الوطنية لإشعال النار والمطالبة بالحرية في احتفال ليلة الاربعاء الأخير، توالت التهديدات مع التركيز على العوائل لمنع أطفالها من المشاركة في الألعاب النارية والتجمعات الاحتجاجية.
تجلت المواجهة بين الشعب والنظام الثلاثاء في سلسلة الهجمات النارية التي نفذها شباب الانتفاضة في عشرات المدن، حيث أشعلوا النار في مراكز القمع ورموز سيطرة وسيادة النظام، بمشاركة شعبية لافتة للنظر.
بدأ الصدام الاثنين ووصل إلى ذروته مساء الثلاثاء، بتحويل الشباب الثائر في مناطق مختلفة من طهران ومدن البلاد الشوارع إلى ساحة معركة مع القوات القمعية، هزوا الأرض تحت أقدام الملالي وقوات الحرس باشعالهم النيران وإغلاقهم طريق قوات النظام، ودفعهم القوات المذعورة الى الموقف الدفاعي من خلال القاء المفرقعات النارية والقنابل الصوتية بشكل مستمر.
مرّغ المنتفضون بهتافاتهم المدوية “الموت لخامنئي، واللعن على خميني”، “خامنئي عاجز والحل في الشارع”، “عدنا مرة أخرى، الانتفاضة مستمرة” ، “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي” أنف الولي الفقيه بالوحل، وأثبتوا مرة أخرى استمرار الانتفاضة الوطنية من أجل الحرية.
اوصلت احتفالات “تشهارشنبه سوري” لهذا العام رسالة واضحة لنظام الملالي، مفادها اصرار الشعب الايراني على مواصلة انتفاضته من اجل ايران الحرة الديمقراطية، وحتمية انتصار الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، رغم الاجراءات القمعية والدعائية التي يمارسها حكم الولي الفقيه.