كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن اتصالات مكثفة جرت في الأيام الماضية للتحضير لزيارة بشار الأسد لمصر عقب عيد الفطر المبارك وأضاف المصدر أن سوريا تعول على دور مصري فاعل في المحيط العربي من أجل استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية كما أبدت سوريا ترحيبها بأن يكون للشركات المصرية دور فعال في إعمار المناطق التي دمرها الزلزال أو التي تضررت بفعل الغارات الإسرائيلية ، فيما أكد عدد من الخبراء السياسيين أن العلاقات المصرية السورية لم تشهد انقطاع سوى في العام الذي تولى فيه الإخوان الحكم حتى في هذا العام لم ينقطع التعاون الأمني حيث كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن المؤسسة العسكرية لم توافق على قرار الرئيس السابق مرسي بقطع العلاقات مع سوريا وابلغت السفير السوري في القاهرة باعتبار هذا القرار كأن لم يكن وقدمت مصر خلال تلك الفترة دعما أمنيا ولوجستيا للنظام في مواجهة الجماعات الإرهابية كما زار رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك القاهرة مرتين عام 2016 و 2018 وأكد الخبراء أن سوريا ستكون حريصة على تطوير العلاقة مع مصر وقد تشهد عضوية قريبا لسوريا في منتدى غاز المتوسط ، وفي السياق ذاته أكد الخبير في العلاقات الدولية محمد الزواوي في تصريحات خاصة أن عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية أصبحت مسألة وقت كما أن التوجه الأمريكي للابقاء على نظام الأسد خشية من حدوث فوضى مماثلة للوضع الليبي نتيجة فراغ السلطة وملئها بالميلشيات المسلحة جعل من الصعب محاسبة نظام الأسد حيث أنه لا يزال يلعب دورا وظيفيا في لملمة شتات الدولة السورية ، وفي المقابل أكد عدد من الخبراء أنه رغم توافق غالبية الدول العربية على إعادة شغل سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية إلا أن التغلغل الإيراني في سوريا يعد أحد العقبات في سبيل إعادة تطبيع العلاقات بين النظام السوري وعدد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية والتي أبلغت مصر استعدادها لتطبيع العلاقات مع النظام السوري بشرط فك ارتباطه الأمني مع إيران في ظل تواجد ميلشيات الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله على الأراضي السورية وهو أمر لا يلقى قبولا من النظام السوري التي تعتبر الوجود الإيراني أحد الدعائم الأساسية للنظام السوري ، وكشف د. عبد الستار الجميلي القيادي بالحزب الناصري بالعراق في حوار كنا أجريناه معه ان الرئيس بشار الأسد أبلغه في لقاء خاص معه أنه يدرك أن لإيران أطماع في المنطقة إلا أن ابتعاد العالم العربي عن سوريا ووقف دعمه لها يدفعه للاعتماد على إيران لحماية أمنها .
مصطفى عمارة
