كتب مصطفى عماره
تعبر تحذيرات الاعلام الرسمي الايراني الموجهة لحكومة ابراهيم رئيسي عن حالة من القلق، جراء الاحتقانات الناجمة عن الفشل و الاخفاقات التي يعانيها حكم الملالي، وتنعكس على القطاعات الاوسع من الايرانيين.
كشفت مقالة نشرتها صحيفة رسالت القريبة من خامنئي مؤخرا عن مخاوف قادة حكم ولاية الفقيه، الذين سئموا من فورة غضب الأهالي، وحذّروا من عواقب الفشل الفاضح لرئيسي وحكومته.
خاطبت الصحيفة وزراء حكومة رئيسي قائلة “أنتم تذهبون من موقف سيارتكم في المنزل إلى موقف سيارتكم في الوزارة، لا تفهمون معنى التضخم، ولا تعرفون ما تعنيه الأقساط والقروض” وفي هذا السياق اشارت لعبارة “ليتحلوا بالقناعة” التي جاءت على لسان وزير العمل والرفاهية.
ادرجت منطق التحلي بالقناعة الذي استخدمه الوزير في سياقات وصايا المذنبين للناس بتجنب الذنوب، تجاهلهم لواقع الشعب الايراني، او جهلهم به، ومحاولات التغطية على السرقات الفلكية.
من الواضح ان الفشل الذريع للحكومة الحالية ـ التي تهاجمها أكثر عناصر النظام سرية ـ يعود للاسباب التي اجبرت خامنئي على تعيين إبراهيم رئيسي، وما وصفه الولي الفقيه بفوالق الانتفاضة التي تتحرك، ويمكن أن تتحول إلى زلزال مدمر.
اراد خامنئي بإحضاره سفاح مجزرة 1988 وقاتل مجاهدي خلق اظهار مخالبه وأسنانه للمجتمع والمقاومة الثورية، مما ادى الى تزايد ممارسات التخويف والإعدام، لمنع تصاعد الثورة الديمقراطية، لكن الفعل الشعبي الذي تمثل بانتفاضة عام 2022 قلب طاولة الولي الفقيه راسا على عقب.
وانتقلت عوامل التفجير ـ الانهيار الاقتصادي، التضخم، البطالة ـ الى مربع اكثر خطورة، لتقارن صحيفة رسالت الوضع الثوري للمجتمع الإيراني بالثورة الفرنسية الكبرى حيث افادت بان عبارة “إذا لم يكن لديهم خبز فليأكلوا الكعكة” لم تعد مقتصرة على فرنسا، لكنها لم تجرؤ على الاشارة الى قطع اعناق المضطهدين بنصل مقصلة المقموعين.
ترسم التحذيرات المتأخرة التي تطلقتها وسائل الاعلام الرسمية سيناريو المصير الذي ينتظر نظام ولاية الفقيه، مع اخفاق مشروع تنصيب رئيسي، وفي ظل تسارع حملة الاعدامات، لتعيد الى الاذهان قول قائد المقاومة مسعود رجوي بأن تنصيب سفاح مجزرة عام 1988 والمصادقة على توليه منصب الرئاسة یعدّ منعطفاً في مسار قطار ولاية الفقيه، ينتهي الى الهاویة وإسقاط السلطة الدينية.
