إيران.. موعد مع الزلزال
كتب مصطفى عماره
تتسارع تحذيرات اوساط حكم الولي الفقيه من صعوبة الظروف التي تعيشها الشرائح الاوسع في ايران والاجراءات القمعية التي تتخذها اجهزة النظام في التعامل مع احتجاجات المواطنين على اوضاعهم الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة.
جاء في كلمة عضو مجلس الشورى مسعود بزشكيان خلال جلسة البرلمان ان اصوات الناس تتعالى و”يجب أن نسمعها في البرلمان، بدلا من مطالبتهم بعدم الخروج إلى الشوارع، و سجنهم، وخلق المزيد من المشاكل” مؤكدا عدم قدرة الايرانيين على العيش، ترافق ذلك مع تعليق نجل الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني على خطة “التنمية” المثيرة للضحك، التي وضعها ابراهيم رئيسي قائلا انه بدلا من التنمية، يجب أن نكون حريصين على ألا تسقط الثورة.
لا تقتصر التحذيرات على التيار المهزوم وعناصر النظام المتساقطة، فقد اطل النائب حميد رسايي المقرب من خامنئي ورئيسي من موقعه على تلغرام ليشير الى ارتفاع تضخم اسعار المواد الغذائية بنسبة 90٪، محملا المسؤولية لصانعي السياسة الحكومية الذين أوصلت وصفاتهم ومقترحاتهم الاوضاع إلى تسجيل اعلى معدل تضخم في تاريخ ما بعد الثورة، مع التذكير بحدوث هذه التطورات في منتصف فترة ولايتهم.
تؤكد تحذيرات رسايي وبزشكيان وغيرهم من اعضاء الشورى المقربين المختارين فشل مشروع توحيد أركان الحكم وآثاره السلبية في الوقت الذي يتأجج غضب الشارع ويوشك المجتمع على الانفجار، لتعيد الى الاذهان اعتراف محمد مهاجري في وقت سابق بفشل سياسة الانكماش قائلا ان مجتمعنا على وشك الانهيار، لا يُعرف حجم الزلزال الذي سيحدث في غضون شهر أو شهرين، أو ستة أشهر، ولا يمكن الاستمرار في القمع.
لم تبتعد تعليقات وسائل الاعلام عن هذه المناخات، فقد نشرت صحيفة اعتماد تقريرا بعنوان “الحلقة المدمرة للفقر” جاء فيه “إذا كانت الأحداث طبيعية يمكن تحمل الوضع، أما إذا كان هناك عدم كفاءة من الحكومة والمجتمع سينتهي الامر الى الهجرة والتمرد” وانتهى التقرير بالتحذير من كارثية الاوضاع، فيما نشر موقع ديدبان ايران في وقت سابق تقريرا جاء فيه “ان تمرد الشرائح الضعيفة في المجتمع ليس مثل الاحتجاج على الحجاب، فلا يمكن كبح جماح الجائع”.
توقع الولي الفقيه في مثل هذا الوقت قبل سبع سنوات اذكاء فوالق زلزال اركان السلطة، قال يومها خلال اجتماع مع أعضاء البرلمان انه “طالما لم يتم تفعيل هذه الفوالق لن تحدث الزلازل؛ ولا حرج في وجود خلافات، لكن إذا نشطت هذه الفوالق، سيحدث الزلزال” ودعا الى الانتباه للعدو الذي يحاول تفعيل هذه الفوالق.
دفعت حركة التقاضي وانتفاضتي 2017 و 2019 خامنئي الى خيار تنصيب رئيسي عبر صندوق شعوذة الانتخابات، لكن التطورات اللاحقة اثبتت خطأ رهانات الولي الفقيه على تجنب الهزة التي تنهي نظامه، وهيجت الفوالق، منذرة بالزلزال الذي يطيح بالملالي، ويفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد .
المصدر: افتتاحية موقع مجاهدي خلق الايرانية