في مشهد يشير إلى الذل والمهانة التي وصلنا إليها أمر الرئيس السيسي بصرف 3 ملايين دولار كتعويض لإسرائيل عن مقتل ثلاثة مجندين إسرائيليين على يد مجند مصري على الحدود المصرية الإسرائيلية في مشهد يدل على الذل والمهانة التي وصلنا إليها في الوقت الذي تم دفن فيه المجند المصري في سرية كأنه كلب من الكلاب الذي يجب أن يوارى الثرى دون تكريمه ولعل هذا المشهد يعطي رسالة هامة ويفسر لماذا انتصرت إسرائيل وتقدمت على العالم العربي طوال العقود الماضية رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز عدد إحدى المدن المصرية الكبرى ورغم أن إسرائيل تتلقى دعم محدود من الولايات المتحدة والغرب منذ قيامها إلا أن دولة واحدة مثل مصر بإمكانياتها البشرية والثروات التي منحها الله إياها كان يمكن بمفردها الانتصار على إسرائيل ولكن هناك فارق بين دولة تمتلك عقيدة دينية ولو كانت فاسدة وهدف تسعى إلى تحقيقه في إقامة دولة تمتد من النيل إلى الفرات وفق خطة مدروسة وفوق كل هذا احترامها للإنسان وتقديره في ظل دولة ديمقراطية وانتخابات نزيهة ودولة بلا هوية او عقيدة تسير بلا خطة في ظل حكم ديكتاتوري لا يحترم إرادة الإنسان وحريته ولأن الله عدل فلقد أرادت عدالة الله أن ينصر الدولة الكافرة التي تقيم العدل على دولة مسلمة ظالمة ولقد ضربت دولة إسرائيل منذ قيامها المثل في إحترام إرادة شعبها وهناك أمثلة عديدة على ذلك فعندما تم الحكم على الجاسوس عزام عزام بالسجن 15 عاما لم تدخر إسرائيل فرصة للضغط على مصر للإفراج عنه حتى تحقق لها ما أرادت وعندما وصل عزام عزام إلى مطار البلد استقبله رئيس الحكومة الإسرائيلية وعندئذ قال عزام عزام أنه لم يشك لحظة في قدرة إسرائيل عن الإفراج عنه لأن إسرائيل دولة تحترم مواطنيها كما شنت إسرائيل عدوان واسع على لبنان ودمرت بنيته التحتية لمجرد اختطاف حزب الله جنديين إسرائيليين لذا لم يكن غريبا أن تنتصر إسرائيل وتتقدم وتسيطر على العالم بينما تخلف العرب في ظل حكم ديكتاتوري من حكام لا يحترموا شعوبهم أو يحافظوا على كرامتهم وإنسانيتتهم وشعوب فقدت عقيدتها وهويتها وأصبح الإسلام بالنسبة لها كلمات تقال دون فعل يحول تلك الكلمات إلى حقيقة والتي استطاع المسلمين من خلالها يسودوا مشارق الأرض ومغاربها .
بقلم
مصطفى عمارة
