مقاضاة حتى اقتلاع جذور الدكتاتور

0

كتب مصطفى عماره
نستعيد في ذكرى مجزرة عام 1988 قيم الحب، الحرية، الشجاعة، الاصرار على اسقاط الاستبداد، والامل بالمستقبل التي آمن بها الضحايا الذين ينتمي 90% منهم لمنظمة مجاهدي خلق.

اكدت الشهيده مريم كل زاده غفوري قبل استشهادها على ان “مستقبل الثورة مشرق، وباهر، وطالما بقي مجاهد واحد لن يدع الثورة تتوقف” وتحدت عفت اسماعيلي ايوانكي الجلادين قائلة “ليظل الرجعيون يزجوننا في السجن، ويعذبوننا، ويعدموننا، عزيمتنا لن تلين، محكوم عليهم بالفشل ونحن منتصرون” كان جوهر المذكرات والوصايا نابع من إرادة سياسية وايمان بحرية الشعب والإطاحة بالاستبداد، حيث جاء في مذكرات الشهيد بهروز بهنام زاده ان الإنسان يشعر أحيانًا أن عبء المسؤولية عن الثورة وسعادة الناس يقع على كاهله، وأقل عيب فيه يهدد حرية الناس” وصفت احدى المجاهدات ما جرى قائلة : دخل الملا جزايري والملا عبد اللهي هرعين الى السجن في إحدى زنازين سجن الأهواز وخاطبا السجناء بصوت عالٍ “عليكم اتخاذ موقف أحد الجانبين خميني او مسعود رجوي، إلى أي جانب تقفون” ومن نهاية العنبر صرخت فتاة بصوت عال “عاش مسعود والموت لخميني” كان اسمها سكينه دلفي، عمرها 26 سنة من آبادان، تم شنق دلفي مع سجناء آخرين في اليوم التالي، لكن طريقها ومُثلها اينعت في حركة المقاضاة .

جاءت فتوى خميني باعدام المجاهدين المتمسكين بموافقهم بناء على شعوره بخطر اطاحة المنظمة بنظام ولاية الفقيه، لاسيما وانها الجهة التي تتمتع بقاعدة اجتماعية واسعة ولا تساوم النظام على حقوق الناس، وبعد مجزرة السجناء كشف في رسالة إلى منتظري عن سبب إقالة الأخير، والذي يتمثل في “أنكم تسلمون هذا البلد والثورة الإسلامية الغالية” إلى الليبراليين و المنافقين، وشدد رئيس لجنة الموت الملا حسين علي نيري بوضوح على ان حالة البلاد كانت حرجة، ولولا قرار الإمام، ربما كان الوضع مختلفًا تمامًا، مشيرا الى احتمالات انهيار النظام في ذلك الوقت.

ازدهرت حركة المقاضاة لمعاقبة الملالي على جريمتهم، وباتت الحملة جزء لا يتجزأ من نضالات المقاومة للإطاحة بالنظام ومواجهة الاستبداد الديني، وصفتها الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي بانها “نضال مستمر حتى تقديم خامنئي ورئيسي وغيرهما من الضالعين في جريمة ضد الإنسانية للعدالة،
وبالتالي هي جزء لايتجزأ عن المقاومة لإسقاط نظام ولاية الفقيه” وحاطبت الايرانيين قائلة “انكم المستعدون كل يوم للنهوض والانتفاض، وتتحملون فردا فردا مسؤولية دفع هذه الحركة الى الامام من أجل دماء الشهداء”.

هي معركة الايرانيين ضد نظام ولاية الفقيه اللانساني الذي سلب حقهم في السيادة والعيش بحرية، دماء الشهداء التي ترسم نهجا سياسيا يضع استراتيجية ويمد بالعزم على الاطاحة بنظام ولاية الفقيه، لهذه الارادة جذورها في عمق المجتمع الايراني وتستمر المعركة حتى اقتلاع جذور نظامي الشاه وولاية الفقيه مع مئة عام من الجريمة وتحقيق إيران الغد الحرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم