فتاوي د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق تعيد مرة أخرى فتح ملف الخلاف بين التنويريين والسلفيين
أعادت فتاوى د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق مرة أخرى فتح ملف الخلاف بين التنويريين من جهة والسلفيين والإخوان من جهة أخرى وخلال برنامج نور الدين الذي يستضيف د. علي جمعة فجر مفتي الجمهورية السابق عدد من الفتاوى التي أثارت عدد من الانتقادات بين دعاة السلفيين والإخوان والتي امتدت أيضا إلى دعاه بالمؤسسة الأزهرية وتضمنت تلك الفتاوى أن الجنة ليست مقصورة على المسلمين بل يمكن أن تمتد إلى المسيحيين واليهود واباحة الاحتفال بالكريسماس كما أباح العلاقة بين الجنسين في سن المراهقة إذا كان بعلم الوالدين وكان آخر تلك الفتاوى التشكيك في راية أن حواء تسببت في خروج ادم إلى الجنة مؤكدا أن القرآن ذكر أن الاثنين اشتركا في المسئولية وعقب ذكر تلك الفتاوى التي أثارت جدلا واسعا شنت اللجان الإلكترونية للإخوان والسلفيين هجوما عنيفا على د. علي جمعة متهما إياه بأن فتاويه مخالفة للشرع خاصة تلك الفتاوى المتعلقة بدخول غير المسلمين الجنة أو إباحة الصداقة بين الفتى والفتاه في سن المراهقة حيث أكد الداعية الإسلامي عبدالله رشدي على صفحته أنه لا يجوز في الدين خروج الفتاه مع الشباب بدعوى الصداقة كما لا يبيح العلاقات الغرامية إلا في إطار الزواج ومن جهته قال د. عبدالله الأزهري أحد علماء الأزهر أن حديث د. علي جمعة عن وجود علاقة بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج وفي المقابل دافع د. صبري السيد عضو رابطة علماء الأزهر عن د. علي جمعة مؤكدا أن فتاوي د. علي جمعة تناول موضوعات مسكوت عنها لم يقترب منها علماء الدين على مر العقود وأن لديه القدرة على الرد بطريقة تتناسب مع الجميع وبشكل يتوافق مع العلوم الشرعية والاجتماعية مؤكدا أن الهجوم على د. علي جمعة من جانب الإخوان والسلفيين ليس بجديد وعلى الرغم من الضجة التي أحدثتها فتاوي د. علي جمعة بين مؤيد ومعارض فإن الخلافات بين دعاة التنوير ومعارضيهم من الاخوان والسلفيين والتيارات الدينية الأخرى ليست بالأمر الجديد بل إن تلك القضية تطفو إلى السطح تارة وتجبوا تارة أخرى بل امتدت من الخلاف الفكري إلى العنف والقتل كما حدث مع الاديب العالمي نجيب محفوظ والذي اعتدى عليه أحد المتطرفين الإسلاميين بعد إصداره كتاب اولاد حارتنا الذي حصل بموجبه على جائزة نوبل للسلام بدعوى أنه يسيئ للانبياء وهو ما نفاه نجيب محفوظ كما أطلق أحد أعضاء الجماعة الإسلامية النار على الأديب فرج فودة فأرداه قتيلا بدعوى أن آراءه تتناقض مع الشريعة الإسلامية كما تم تكفير الأديبة الراحلة نوال السعداوي بسبب اراءها التي تتناقض مع صحيح الدين فيما تقدم الأزهر بدعوى في القضاء المصري ضد الاديب إسلام البحيري بتهمة ازدراء الأديان وهو الأمر الذي أدى إلى صدور حكم بسجنه ثلاث سنوات إلا أنه خرج بعفو رئاسي بعد مرور عام واحد من سجنه كما أثارت اراء الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى حول التشكيك في الإسراء والمعراج موجة هجوم عارمة شارك فيها الأزهر والتيارات الدينية مطالبين بمحاكمته وحجبه عن الظهور في وسائل الإعلام الا أن تلك الدعاوي لم تثمر وتم دعوته للمشاركة في عدة مؤتمرات بدعوى شخصية من الرئيس ومن الغريب أن تمتد تلك الخلافات الفكرية إلى الخلاف الشهير بين الرئيس وشيخ الأزهر حول الطلاق الشفوي والذي أيده الرئيس وعارضه شيخ الأزهر وهو الخلاف الذي لا يزال يلقى بظلاله على العلاقة بين الرجلين ووسط تفاقم الخلاف بين تيار التنويريين والتيار الإسلامي والذي امتد إلى المؤسسة الازهرية بعد مطالبة التنويريين الأزهر بضرورة مراجعة كتب التراث الإسلامي بدعوى أن تلك الكتب تحتوي على آراء تحض على التطرف وهو الأمر الذي رد عليه د. عباس شومان وكيل الأزهر السابق في تصريحات خاصة للزمان والذي أكد أن هناك مراجعات للمناهج الدراسية الأزهرية الا أن كتب التراث لا ينبغي شطبها برمتها لاحتوائها على كتب لائمة ومفكرين أثروا الفكر الإسلامي فضلا عن الكتب التي تحتوي على الأحاديث النبوية الصحيحة ككتاب مسلم والبخاري وأن الأزهر يستعين بالعديد من الآراء والأحكام التي تحتويها تلك الكتب وتطويرها بما يتلاءم مع مستجدات العصر التي لم تكن متواجدة في تصر رسولنا الكريم أو الصحابة واضاف د. عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية في تصريحات خاصة أن دعوات التنوير والتجديد كلمة حق يراد بها باطل لانه يراد بها هدم ثوابت الدين وهي إحدى روافد الغزو الثقافي والفكري الذي يشنه الغرب على الإسلام للقضاء عليه وتفكيك المجتمعات الإسلامية وهو ما أشار له د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق والذي كشف في حديث أجريناه معه أن الإدارة الأمريكية طالبت الرئيس السابق حسني مبارك بضرورة تطوير الخطاب الديني كأحد شروط استمرار المعونة الأمريكية لمصر .
مصطفى عماره