منظمة شعوب بلا دول تختتم مؤتمرها السنوي في لندن عاصمة المملكة المتحدة
اختتمت منظمة شعوب بلا دول مؤتمرها السنوي في العاصمة البريطانية لندن بحضور وفود تمثل شعوبًا من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، إلى جانب وفد أحوازي رفيع المستوى. انعقد المؤتمر تحت شعار حق الشعوب في تقرير مصيرها ينهي الصراعات ويساهم بشكل كبير في الأمن والاستقرار، حيث ناقش المشاركون قضايا الشعوب التي تكافح من أجل حق تقرير المصير وتحقيق الاستقلال والأمن المستدام.
شارك في المؤتمر الأستاذ أبو حامد ، رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية و رئيس حركة ١٥ نيسان لتحرير الأحواز و مرافيقه و الناشط و الباحث الأحوازي البو شوكة ، و الدكتور فيصل الاحوازي الناطق الرسمي للجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية ، في إطار السعي إلى حشد الدعم الدولي لقضية الأحواز. وألقى الدكتور فيصل الأحوازي، الناطق الرسمي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، إحدى الفصائل الرئيسية للمجلس الوطني، كلمة باسم الوفد الأحوازي.
وأكد الدكتور فيصل الأحوازي في كلمته على أهمية الاعتراف الدولي بحق الشعوب في تقرير مصيرها كعنصر أساسي لتحقيق السلام والأمن الإقليمي والدولي، موضحًا أن تجاهل هذا الحق يؤدي إلى تفاقم الصراعات ومنع الاستقرار. وأشار إلى أن القضية الأحوازية هي مثال حي لمعاناة شعب يسعى إلى تقرير مصيره في مواجهة القمع والانتهاكات.
شهد المؤتمر نقاشات واسعة حول التحديات التي تواجه الشعوب التي تطالب بحق تقرير المصير، مع عرض تجارب الدول المختلفة. وخلص المشاركون إلى أن دعم حقوق الشعوب يعد خطوة محورية نحو بناء عالم أكثر عدالة واستقرارًا.
كما أكد المؤتمرون على ضرورة التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتزاماتها القانونية، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وشددوا على أهمية توفير الأجواء المناسبة التي تمكّن الشعوب من نيل هذه الحقوق بعيدًا عن العنف والتطرف.
وأشار الحاضرون إلى أن هذا الالتزام الدولي يُعد أساسًا للسلام والاستقرار، مؤكدين أن احترام حقوق الشعوب يُسهم في تقليل الصراعات ويحد من نزعات العنف، مما يتيح بيئة دولية أكثر أمانًا وتعاونًا.
اليكم نص كلمة الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بدايةً، أود أن أتقدم بجزيل الشكر لمنظمة “أمم بلا دول” على تنظيم هذا المؤتمر الهام، ولرئيسها السيد غراهام على قيادته الملهمة وجهوده المميزة في دعم قضية الشعوب التي تطمح للحرية والاستقلال. إن وجود هذه المنظمة يشكل دعامة حقيقية لصوت الشعوب الساعية لتحقيق حقها في تقرير المصير، ويسهم في نشر الوعي بأهمية هذه القضية العادلة.
إن حق تقرير المصير يمثل حجر الزاوية للشعب الأحوازي المحتل منذ العشرين من نيسان ١٩٢٥ والشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل الاحتلال الإيراني، فهذا الحق هو الوسيلة التي يستطيع من خلالها أبناء هذه الشعوب استعادة حقوقهم، ثقافتهم، وهويتهم الوطنية التي طالما تعرضت للطمس والإقصاء.
إن السماح للشعوب بتقرير مصيرها ليس مجرد مطلب داخلي، بل هو عامل أساسي في تحقيق الأمن والاستقرار والتعايش الإقليمي. فعندما تُمنح الشعوب حقوقها في الاستقلال والسيادة، فإن ذلك يُسهم في بناء دول قائمة على مبادئ العدل والمساواة، مما يُخفف من حدة النزاعات ويعزز من علاقات حسن الجوار بين الدول.
ونحن هنا لا نتحدث فقط عن حقوقٍ مشروعة بل عن ضرورة إنسانية وسياسية تضمن تحقيق استقرار طويل الأمد في منطقة لطالما عانت من التوترات والصراعات بسبب سياسات التمييز والهيمنة. إن تفعيل حق تقرير المصير لهذه الشعوب سيخلق بيئة أكثر انسجاماً ويضع حداً لأسباب التوتر المستمرة، مما يتيح المجال لمزيد من التعاون والتنمية بين دول وشعوب.
…إن وصول الشعوب لحق تقرير المصير لا يُسهم فقط في تحقيق العدالة السياسية، بل أيضًا في القضاء على العديد من آثار الاحتلال التي خلفت وراءها مشكلات جسيمة، مثل الفقر الاقتصادي الذي عانت منه المجتمعات المحتلة نتيجة لاستنزاف مواردها لصالح السلطات الإيرانية، والتراجع في مستويات التعليم، حيث تم إهمال تطوير المؤسسات العلمية والثقافية، مما أدى إلى عزل تلك الشعوب عن النهضة الحضارية.
كما أن حق تقرير المصير يشكل حاجزاً أمام انتشار المخدرات التي يستخدمها النظام كأداة لإضعاف المجتمعات والسيطرة عليها، ويحد من مظاهر العنف والطائفية التي زُرعت بغرض تقسيم المجتمعات وإشغالها عن قضاياها الجوهرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحقيق استقلال الشعوب يفتح المجال أمام احترام حقوق المرأة والطفولة، وهي حقوق أُهدرت لسنوات طويلة بسبب سياسات التمييز والاضطهاد.
ولا ننسى أن استقلال هذه الشعوب سيسهم كذلك في حماية البيئة التي تعرضت للاستغلال المفرط، حيث أن النظام الحالي ينتهج سياسات تفتقر لأي مسؤولية تجاه الموارد الطبيعية، مما أدى إلى تدهور بيئي يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
كل هذه الأمور، وغيرها الكثير، هي من تبعات الاحتلال الإيراني الذي يعمد إلى نشر هذه المظاهر السلبية في المجتمعات ليبقيها تحت السيطرة بعيدًا عن أي مواجهات حقيقية.
ومن هنا، يصبح حق تقرير المصير مطلبًا ملحًا لاستعادة السيادة والكرامة، ووسيلة لإعادة بناء مجتمعات قائمة على العدالة، المساواة، والتنمية المستدامة. إنه السبيل الأمثل لإنهاء هذه الحقبة المظلمة وإطلاق مرحلة جديدة من التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الشعوب في المنطقة.
أخيراً، أكرر شكري العميق لمنظمة “أمم بلا دول” وللسيد غراهام، وأتمنى لهذا المؤتمر النجاح في تحقيق أهدافه النبيلة.
شكراً لكم.
المركز الإعلامي للثورة الأحوازية
لندن
المملكة المتحدة
٣/١١/٢٠٢٤