الإجرام الإسرائيلي والتواطؤ العربي
يوما بعد يوم تستمر المذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتي لا تستثني الأطفال أو الشيوخ أو الرجال ولو استمرت تلك المذابح بتلك الوتيرة لفنى الشعب الفلسطيني ولم يتبقى منه شيئا حتى يتم تهجيره إلى سيناء ، صحيح أن الرئيس المصري أعلن أكثر من مرة رفضه تهجير الشعب الفلسطيني ولكن هذا الاعلان يدل حبرا على ورق إذا لم يتم تقديم الحماية الكافية للشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية له ولو أرادت مصر تقديم العون الحقيقي للشعب الفلسطيني فإن الأمر يتطلب إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في حماية قوافل من القوات المصرية ولن تجرؤ إسرائيل وقتها على ضرب تلك القوافل لأن إسرائيل عندما وقعت اتفاقية كامب ديفيد مع مصر كان الهدف منها إخراج مصر من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست مستعدة لإعادتها مرة أخرى إلى تلك الحلبة بعد أن أدركت خلال حرب اكتوبر أن مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على هزيمة إسرائيل ولكن يبدوا أن الشعارات التي ترفعها مصر هي محاولة فقط لامتصاص غضب الرأي العام وإظهار أنها تدافع عن الشعب الفلسطيني ولكنها اكتفت فقط بمجرد شعارات ووقفت القوات المصرية على بعد أمتار خلف السلك الشائك الذي يفصل بينها وبين غزة وهي ترى الشعب الفلسطيني يذبح دون أن تحرك ساكنا بل إنها لم تتحرك عندما انتهكت إسرائيل معاهدة كامب ديفيد واحتلت محور فيلادلفيا بعد أن أدركت أن مصر لن تفعل شيئا سواء شعارات لن تسمن ولن تغني من جوع ولم تكتفي مصر بذلك بل إنها لم تقطع علاقاتها مع إسرائيل أو تسحب سفيرها أو تقطع علاقاتها التجارية معها أي أنها دعمت إسرائيل بالفعل ودعمت الشعب الفلسطيني بالشعارات يأتي هذا في الوقت الذي أقدمت فيه دول أجنبية كالبرازيل على قطع علاقاتها مع إسرائيل إننا حينما ندافع عن الشعب الفلسطيني فإننا ندافع عنه من منطلق ديننا الذي اعتنقناه آمنا به والذي يحض على الدفاع عن المسلمين والأراضي والمقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى ومن منطلق الحفاظ على أمننا القومي باعتبار أن إسرائيل صنيعة الاستعمار العالمي وتبني مشروع توسعي من النيل إلى الفرات وهو ما أدركه مبكرا الملك فاروق رحمه الله عندما قرر دخول حرب فلسطين لإجهاض المشروع الإسرائيلي منذ بدايته وأكمل هذا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذي وضع قضية فلسطين في مقدمة اهتماماته ورفع شعارات لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل وإن كنت ألوم بلدي مصر على هذا الموقف المتخاذل فذلك لأنني أدرك أن لمصر دور خاص في الدفاع عن الاسلام والعروبة وهو ما قاله رسولنا الكريم في أحاديثه عندما قال مصر في رباط الى يوم الدين أي أن مصر سوف تظل تدافع عن الإسلام حتى يوم الدين فإنني ألوم أيضا الدول العربية والإسلامية التي وقفت أيضا موقف المتفرج وعلى رأسها دول الخليج كالسعودية التي أنفقت المليارات على شراء لاعبي الكرة وإقامة الحفلات الماجنة في ارض الحرمين الشريفين بدلا من إنفاقها على الدفاع عن قضايا المسلمين والإمارات التي أصبحت رأس حربة لإسرائيل في المنطقة وقبل كل هذا اللوم الفلسطينيين أنفسهم وأقصد هنا قادة الفصائل وعلى رأسها حماس وفتح الذين انشغلوا في صراعات على المناصب في الوقت الذي لا تزال فيه أراضيهم محتلة ، أننا مطالبون اليوم قبل اي وقت مضى شعوبا وحكومات بمراجعة أنفسنا وتصحيح المسار قبل أن يضيع كل شيئ مطالبون قبل اي وقت مضى بالعودة الحقيقية إلى الله والعمل على توحيد صفوفنا وحشد إمكانياتنا لمواجهة أعدائنا وبدون ذلك سوف يضيع كل شيئ وعندئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .
مصطفى عماره