دعونا نتفق بداية أن الفرح يؤمم.

0

 

لم تعد ميلاد طفلة تخص وليد دقة وسناء سلامة فحسب، فلقد أصبحت الصغيرة ميلادنا جميعا، نحتفي بها، ونتبادل صورها على جوالاتنا، ونسبّح الله على معجزة تكبر أمامنا.

زارت ميلاد والدها الخميس الماضي، وقفت على المصطبة، بينما مسكت سناء سماعة الهاتف، وأخذت تغني، والشقراء ترقص لوليد أمام الزجاج على أنغام: (ألف وباء وبوباية… قلم رصاص ومحاية.. أنا بكتب على اللوح وانتو بتقروا ورايه..)، ووليد يضحك… من عيونه يضحك.

علميا؛ كانت حدقة عينيه تتسع، فتراها دائرية أكثر مما ينبغي، تكبر لاإراديا، حتى أصبحت دبلانة وتلمع. عاطفيا؛ كان قلبه يذوب فرحا، ويحفّزه على إصدار قهقهات عالية، عمّت أرجاء الزيارة.

في الطرف الآخر، يتسمع عليهما ضابط يحاول تسجيل المكالمة. لا شيء يكتبه سوى أبجدية الصغيرة وصوت ضحكة وليد المرتفعة، والعبيط يصرّ على أرشفة المحادثة “الخطيرة”. فربما أهزوجة ميلاد سلسلة رسائل مشفرة لمعلومات أمنية. ظلّ العبيط ينسخ طوال الزيارة ذات السطر والقهقهة (ألف وباء وبوباية.. قلم رصاص ومحاية.. أنا بكتب على اللوح وانتو بتقروا ورايه…) الى أن انتهت الزيارة، ووردية الضابط، وعاد وليد الى القسم يضحك، وظل يضحك.. من عيونه يضحك.
***
لا تعرف ميلاد القراءة والكتابة بعد، ولكنها تهجّت اسمها وسجّلته الأسبوع الماضي في هوية أبيها وأمها في السجل المدني.

ولأن الفرح يؤمم، والانتصارات تؤمم. نبارك جميعا لميلاد، ونهنيها بفوزها في معركة التسجيل، متأكدين أننا سنشهد انتصارات جديدة لها، ستكتبها على لوح التاريخ، وسنعيد قراءتها من ورائها.. أما وليد، فسيخرج الى الحرية يضحك، وسيظل يضحك.. من عيونه يضحك. ..سناء احمد سلامة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم