أكد الجنرال كيث كلوغ، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق والقائد العسكري البارز، أن إيران تمر بأكثر اللحظات الواعدة منذ ثورة عام 1979، مشيرًا إلى أن عام 2025 يجب أن يكون عامًا للأمل والعمل والتغيير. وقال كلوغ: “النظام الإيراني أضعف وأكثر هشاشة من أي وقت مضى، بفضل تجاوزات قادته الحالية والضغط الدولي الذي كشف ضعف النظام”.
جاءت تصريحات الجنرال كلوغ خلال مؤتمر عُقد في باريس يوم السبت، 11 يناير 2025، تحت عنوان “السياسة الجديدة تجاه النظام الإيراني”، بحضور شخصيات بارزة من أوروبا وأمريكا، بما في ذلك ليز تراس، رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة، ويوانس يانشا، رئيس وزراء سلوفينيا السابق، وجون بيركو، رئيس البرلمان البريطاني السابق، وديفيد جونز، وزير ويلز السابق.
نبذة عن الجنرال كيث كلوغ
الجنرال كلوغ هو أحد أبرز القادة العسكريين في الولايات المتحدة. اختاره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ليكون مبعوثًا خاصًا إلى أوكرانيا وروسيا، حيث لعب دورًا محوريًا في السياسات الدولية المتعلقة بالأمن والاستقرار في تلك المناطق. وخلال ولاية ترامب السابقة، شغل كلوغ منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس بين عامي 2018 و2021، حيث أسهم بخبراته الواسعة في تعزيز الأمن القومي الأمريكي ومواجهة التحديات الدولية.
النظام الإيراني في أضعف حالاته
تحدث الجنرال كلوغ عن هشاشة النظام الإيراني في الداخل والخارج، مؤكدًا أن العالم يتحرك نحو إيران مختلفة وأكثر حرية. وأضاف: “رهانات التغيير هائلة ليس فقط على المنطقة بل على العالم بأسره. التغيير في إيران سيقضي على نفوذ حزب الله في لبنان، ويفتح الطريق لإعادة بناء سوريا بعد انهيار النظام، ويضع حدًا لتهديدات حماس في غزة”.
وأشار أيضًا إلى الدور السلبي لإيران في زعزعة استقرار المنطقة، مشددًا على أن “النظام الإيراني كان الداعم الرئيسي لحماس وحزب الله، ولكن نفوذه الإقليمي بدأ في الانهيار”. وأضاف: “قيادة حماس وحزب الله في سوريا تم القضاء عليها بالكامل، وهو أمر لم يكن يُتخيل حدوثه قبل عام”.
إيران بلا سلاح نووي
شدد الجنرال كلوغ على أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يجب أن يكون أولوية عالمية، مؤكدًا أن “امتلاك إيران لسلاح نووي سيكون أكثر الأمور زعزعة لاستقرار المنطقة والعالم”. وأضاف: “إذا طورت إيران سلاحًا نوويًا، فإن دول الخليج ودولًا أخرى في المنطقة ستسعى للحصول على نفس القدرات، ما سيؤدي إلى سباق تسلح خطير”.
وأكد أن سياسة الضغط الأقصى التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب حققت نتائج ملموسة، حيث انخفضت صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير، ما أدى إلى تقليص عائدات النظام. كما أشار إلى مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني باعتباره نقطة تحول رئيسية في مواجهة النفوذ الإيراني.
دعم الشعب الإيراني ومقاومته
أشاد الجنرال كلوغ بالشعب الإيراني ومقاومته، مشددًا على أهمية الوقوف بجانب تطلعات الإيرانيين للديمقراطية. وقال: “الشعب الإيراني دفع ثمنًا باهظًا تحت حكم نظام استبدادي. الانتخابات في إيران ليست سوى مسرحية، والسلطة الحقيقية في يد رجال دين غير منتخبين”.
وأشار أيضًا إلى أن الوقت الحالي يمثل فرصة نادرة لتحقيق تغيير جذري في إيران، مشددًا على ضرورة تحويل الأمل إلى أفعال. وأضاف: “علينا إعادة سياسة الضغط الأقصى بمشاركة دولية شاملة، تشمل الولايات المتحدة والدول الإقليمية والعالم بأسره”.
خطة ذات رؤية واضحة
اختتم الجنرال كلوغ كلمته بالإشادة بخطة النقاط العشر التي طرحها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي. ووصفها بأنها “خارطة طريق واضحة لإيران ديمقراطية، مستقرة، وخالية من الأسلحة النووية”.
وأضاف: “الأمل موجود، ولكن يجب علينا جميعًا أن نحوله إلى أفعال ملموسة. المستقبل الأفضل لإيران والعالم يبدأ الآن”.
