حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي حرية اشتراكية وحدة في سوري بيان أعمال الدورة التاسعة للجنة المركزية
عقدت اللجنة المركزية لحزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية دورتها التاسعة بالحضور المباشر ولأول مرة وبشكل معلن في دمشق يوم الجمعة ٧ / ٢ / ٢٠٢٥ ، بعد رحيل نظام الأسد الأمني الاستبدادي، وبمشاركة بعض الإخوة المقيمين خارج البلاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار:
“المؤتمر الوطني السوري العام هو المدخل لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة”
افتتح الأخ المهندس أحمد العسراوي ” الأمين العام ” الدورة بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة السورية والمقاومة الفلسطينية وعموم الأمة العربية ومحبي العدل والسلام في كافة أرجاء العالم، وقدم في كلمته الافتتاحية رؤيته العامة للوضع الراهن، وعناصر رئيسية لخارطة طريق تحدد تعامل حزبنا مع الوضع الجديد، وعلى ضوئها استعرضت اللجنة المركزية التطورات السياسية والأوضاع التنظيمية التي تضمنت النقاط التالية:
١) ناقشت اللجنة المركزية التطورات السياسية بعد سقوط نظام الأسد، الذي عاث بالوطن فساداً واستبداداً مخلفاً وراءه دولة فاشلة من كل النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية، واعتبرت أن يوم ٨ / 1٢ / ٢٠٢٤ انتصاراً لثورة الشعب السوري، الذي قدم التضحيات الجسام من أجل بناء سورية على قاعدة المواطنة المتساوية، وبهذه المناسبة تتقدم اللجنة المركزية بالتهنئة للشعب السوري بهذا النصر الكبير، على طريق بناء الدولة الذي يقوم على قواعد العدالة الانتقالية والمسائلة وصولاً لتحقيق الاستقرار الوطني الشامل، وشددت على أن سورية واحدة موحدة أرضاً وشعباً، وأن المهمة الأولى والأساسية أمام الدولة بسط السيطرة على كامل التراب السوري وعلى الثروات الوطنية وتحقيق وحدة سورية السياسية والجغرافية.
٢) تقدر اللجنة المركزية قرار الفصائل العسكرية بتسمية السيد “أحمد الشرع” رئيسا للجمهورية في المرحلة الانتقالية، كما تقدر التصريحات والمواقف المسؤولة التي صدرت عن السيد رئيس الجمهورية بمختلف القضايا التي تتصل بالتطلع لبناء سورية المستقبل، مؤكدة على أهمية الالتزام بالخيار الديمقراطي وبالتعددية السياسية واعتماد مبدأ تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع.
٣) توقفت اللجنة المركزية حول أهمية التأكيد على الهوية الوطنية الجامعة للسوريين، والتي على أساسها تتوفر القاعدة الحقيقية لبناء سورية المستقبل، وهذه الهوية الجامعة ترتكز على قاعدة الإسلام والعروبة وعلى التناغم المجتمعي التاريخي بتنوعاته المختلفة، وترى اللجنة المركزية أن هذه الهوية هي وحدها الكفيلة بإخراج سورية من حالة التشتت والفرقة والانقسام، وهي وحدها الناظمة لعلاقات سورية العربية والدولية.
٤) رأت اللجنة المركزية أن سورية تعيش لحظة استثنائية تتطلب خيارات وطنية ونوعاً من الشرعية النسبية، تتطلب من الإدارة السياسية الجديدة إصدار إعلان دستوري لتغطية الفراغ القانوني في المرحلة الانتقالية مع ضرورة عقد “المؤتمر الوطني السوري العام”، للقطع مع مرحلة الاستبداد وبداية مرحلة جديدة، فيها تطمين لنا كسوريين بأننا ذاهبون إلى الأمان والاستقرار وإلى نظام وطني بوصفنا شعباً واحداً وليس جماعات طائفية أو عشائرية أو عرقية ،وهدفنا بناء الدولة الوطنية الديمقراطية على مبدأ المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات.
كما اتفق المجتمعون على أن يعمل المؤتمر وفق المصلحة الوطنية السورية، وأن تكون مهمته الرئيسة رسم خارطة طريق للمرحلة الانتقالية وتحديد شكل الحكم لسورية المستقبل، وتشكيل هيئة تأسيسية لكتابة دستور دائم للبلاد وهيئة عليا للانتخابات وللعدالة الانتقالية، وأن يبنى المؤتمر على أسس الكفاءة والتمثيل العادل للسوريين، وأن تكون له صلاحيات حقيقية وآليات عمل واضحة.
٥) ناقشت اللجنة الوضع الاقتصادي والمعيشي في سورية، ورأت أن النظام البائد نهب ثروة البلاد وترك الشعب السوري في حالة اقتصادية كارثية تجسدت بانهيار العملة الوطنية وتدني مستوى دخل الفرد السوري وانعكاس ذلك على مختلف مظاهر حياته من خدمات وبنى تحتية يحتاجها، لذلك لا بد من العمل لمعالجة هذا الوضع المعاشي الذي لا يطاق، والتدخل من قبل الدولة لتأمين الحد الأدنى للدخل وإيجاد آليات تضبط غلاء الأسعار وتلاؤمها مع دخل المواطن.
٦) على الصعيد التنظيمي رأت اللجنة المركزية أن عقد هذه الدورة وهي الأولى في ظل السلطة الوطنية الجديدة بعد سقوط نظام الاستبداد، أننا نمارس حقنا المشروع في إدارة الحياة السياسية وفي التعاطي المؤسسي العلني الذي مارسناه منذ قبيل العام ٢٠٠٠ ، ودفعنا من أجله ثمناً باهضاً من الضغط والتنكيل والاعتقال، بعد أن كنا نمارسه سراً منذ العام ١٩٧٤.
بعد زوال نظام الاستبداد الذي تسبب في تشتيت عملنا التنظيمي نتطلع لفتح مسارات الحوار والتفاعل مع كل الإخوة من أعضاء الحزب الذين انقطعت الصلة معهم لأسباب متعددة، ونتطلع لمراجعة وثائق الحزب السياسية والفكرية والتنظيمية بما يتلاءم وطبيعة المرحلة الجديدة، وأن تكون كلها في إطار حركة تفاعل إيجابي ونقد موضوعي بناء لمسيرة حزبنا ولسياساته وتحالفاته، لننتج رؤية قادرة على إعادة الربط بين العمل السياسي والجمهور السوري تجاوزاً لحالة التصحر التي فرضها النظام البائد على الحياة السياسية، وذلك تحضيراً للمؤتمر العام القادم للحزب .
٧ ) كما طرحت اللجنة أهمية توسيع قاعدة العمل الوطني كنهج استراتيجي للحزب، بما يخدم مساهمته في بناء سورية، ورأت أن مجريات الواقع السياسي تدعونا إلى توسيع دائرة التحالفات بين القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني، للتوافق على رؤية مرحلية من أجل تحقيق الانتقال السياسي.
٨) على صعيد المواجهة مع العدو الصهيوني فإننا نؤكد التزامنا بالعمل على تحرير الجولان المحتل وندين بأشد العبارات دخول الكيان الصهيوني للأراضي السورية مؤخراً، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على هذا الكيان العودة إلى الحدود المتوافق عليها دوليا في اتفاقية فصل القوات عام ١٩٧٤، ونتطلع بكثير من الاعتزاز والفخر لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وحقوقه، ونعتبر الموقف من فلسطين هو معيار حقيقي للالتزام بالقيم الوطنية، والقومية، والدينية، والإنسانية.
٩ ) أكدت اللجنة المركزية على ضرورة تأمين البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين إلى مدنهم وقراهم، ومتابعة ملف المفقودين والمغيبين الذين أخفى النظام البائد كل المعلومات عنهم وفي مقدمتهم الإخوة: رجاء الناصر، فيصل غزاوي ورحاب السيد علي، وكذلك شركائنا في هيئة التنسيق الوطنية: عبد العزيز الخير، إياس عياش وماهر الطحان.
الأمان والاستقرار لسورية.
دمشق ٨/٢/٢٠٢٥ اللجنة المركزية