السيد المحترم احمد الشرع رئيس جمهورية سوريا عندما قمت بالحركة التي أفضت في إسقاط حكم الديكتاتور السابق بشار أنظر إلى التعليقات التي صدرت عن انتماءك السابق لتنظيم القاعدة والتي أوضحت في ردك ملابسات هذا الانضمام وانفصالك عن هذا التنظيم بعد أن لمست عن وجود انحرافات داخلك ولكن جاء اهتمامي بالحركة التي قمت بها والتي أفضت في النهاية إلى إنهاء حكم هذا الديكتاتور الذي أذل الشعب السوري ونهب ثرواته فضلا عن إنهاء سيطرة إيران واذنابها على مفاصل الدولة السياسية وسعيها في نشر التشيع والذي كان يمثل خطورة على سوريا والمنطقة كلها وإن كنت قد تحفظت على عدم وجود رد قوي على استغلال إسرائيل لما حدث في سوريا واستيلائها على مساحات من الأراضي السورية ولكن تقبلت بعض الآراء أن الأمر لا يزال في بدايته وان من الحكمة عدم وجود رد قوي على إسرائيل حتى تستتب الأمور داخل سوريا وإن كنت أتمنى أن يحدث هذا عندما يتم بناء الدولة وأن يمتد الأمر إلى مطالبة إسرائيل بالخروج من هضبة الجولان التي باعها الأسد لإسرائيل أثناء حرب عام 1967 وللأسف فإن وسائل الإعلام المصرية هاجمتك وهاجمت تلك التجربة رغم أنه لم يصدر من النظام الجديد اب إساءة لمصر أو شعبها بل إن السوريين أبدوا ترحيبهم دخول مصر بلا تأشيرة بعد أن احسنت مصر وشعبها استقبالهم وعاشوا مع إخوانهم المصريين يبنون مصر في ظل الإخوة والعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين ولم يقتصر الأمر على وسائل الإعلام بل امتد وبما أسف إلى إجراءات حكومية تحظر دخول السوريين في الخارج إلى مصر مع وضع قيود على إقامتهم ولاشك أن تلك الإجراءات تضرب العلاقات الأخوية بين الشعبين وتسيئ إلى المشاعر الحقيقية للشعب المصري تجاه السوريين وكنت أتمنى أن لا يكون أي رد سلبي يصدر من سوريا والتي يعلمها شعبها ورئيسها مدى الحب الذي يكنه الشعب المصري لسوريا والسوريين ولكن للاسف خرج علينا أحد المصريين الذي سافر إلى سوريا للقتال مع المعارضة السورية ضد نظام الأسد بفيديو يهاجم الرئيس السيسي ونظامه ويدعو للانقلاب عليه ورغم انتقاداتي لبعض ممارسات هذا النظام فإنني أيضا لا اقبل أن يصدر هذا الهجوم من الأراضي السورية لأن ذلك يمكن أن يزيد العلاقات توترا بين البلدين واحسن النظام السوري عندما اوقف هذا الشخص لوضعه في السجن وتمنيت أن لا يسمح النظام الجديد من المصريين الذين قاتلوا معه بالهجوم على النظام المصري من أراضيه لأن ذلك يعطي الفرصة لجهات معادية للتقارب المصري السوري باستغلال تلك التصريحات لإحداث وقيعة بين البلدين والتي لن يستفيد منها سوى أعداء العروبة والإسلام لأنني لدي قناعة بأن أي عمل عربي مشترك لا يمكن أن ينجح بدون وجود مصر وسوريا معه وقد أثبتت أحداث التاريخ هذا ورغم تلك الأحداث المؤسفة التي أعقبت احداث سوريا إلا أنني تفاءلت خيرا عندما هدأت الحملات المتبادلة بين البلدين وهنئ الرئيس السيسي الرئيس الشرع بتوليه الرئاسة مع احتمالات دعوته إلى مؤتمر القمة القادم في القاهرة ومشاركة مصر في مؤتمر دعم سوريا وأتمنى أن يفضي مؤتمر القمة القادم في حالة حضور الرئيس الشرع له إلى مصالحة مصرية سورية حقيقية وكان يمكن أن يستمر هذا التفاؤل إلا أنني فوجئت بقرار سوريا فرض رسوم 150 دولار على دخول المصريين سوريا رغم أنني متأكد أن غالبية الشعب السوري لا توافق على هذا القرار والذي عبرت عنه عندما رحب أبناء الشعب السوري بدخول السوريين بدون تأشيرة وربما أراد الرئيس الشرع تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل ولكن ما ذنب الشعبين في أن تمتد الخلافات السياسية إلى التأثير على مصالح الشعبين لأن تلك الخلافات لن يستفيد منها سوى أعداء العروبة والإسلام الذين يهمهم أن تبقى سوريا ومصر على خلاف دائم ، أنني ومن منطلق حبي لسوريا وشعبها أوجه نداء الى الرئيس الشرع بعدم الانزلاق إلى الحملة الموجهة إليه في الاعلام المصري لأن تلك الحملة معروف الجهات التي تغذيها وكنت ولا زلت اتمنى أن تكون اول زيارة للشرع خارج سوريا لمصر ليعكس العلاقات المميزة والازلية بين الشعبين وكم اتمنى بحكم عملي الإعلامي كمدير مكتب جريده الزمان الدولية بالقاهرة وبحكم حبي لسوريا وشعبها ان التقي بكم قريبا في سوريا لإجراء حوار صحفي معكم يتناول رؤيتكم للأوضاع في سوريا والمنطقة ومستقبل العلاقات مع مصر وسوف اكون سعيدا بتلقي دعوة من سيادتكم لإجراء هذا الحوار ليكون رسالة للشعوب العربية بصفة عامة والشعب المصري بصفة خاصة وتقبلوا مني اجمل وارق الامنيات بالتوفيق لتحقيق امنيات الشعب المصري وتطلعاته وآمال الأمة العربية.
مصطفى عماره
