انقسام إيراني حاد قبل مفاوضات السبت

0

 

تتسارع التطورات في طهران مع تصاعد الضغوط الأمريكية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مساء الإثنين 7 أبريل 2025 عن “إجراء مفاوضات مباشرة حاليًا مع النظام الإيراني”، مشددًا على أن “اجتماعًا مصيريًا سيعقد يوم السبت المقبل”.
تصريحات ترامب جاءت في أعقاب تشديد واشنطن لسياستها تجاه النظام الإيراني، إذ قال الرئيس الأميركي صراحة:
“في حال فشل المفاوضات، فإن النظام الإيراني سيواجه خطرًا جسيمًا، لأن إيران يجب ألا تمتلك السلاح النووي تحت أي ظرف”.
هذه التصريحات جاءت لتكشف التناقض الحاد داخل النظام الإيراني، خصوصًا بعد خطبة علي خامنئي بتاريخ 8 فبراير، حيث قال فيها بوضوح: “المفاوضة مع أمريكا… مع حكومة كهذه لا يجوز التفاوض، فالتفاوض ليس عقلانيًا، ليس ذكيًا، وليس شريفًا”.
لكن هذا الموقف تغيّر فجأة، بعد أن أعلن عباس عراقجي،وزير الخارجية للنظام عبر حسابه في منصة “إكس”، أن: “إيران والولايات المتحدة ستجتمعان يوم السبت في سلطنة عُمان لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى”.
التحوّل في الموقف فجّر حربًا داخل النظام الإيراني. ففي 9 أبريل، هاجم النائب صباغيان بافقی عراقجي وزير خارجية بزشكيان قائلاً: “لا ينبغي أن يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين… لا تنخدعوا بجزرة ترامب ولا تخافوا من عصاه، فالشعب سيذكّركم باتفاقيات تركمانشاي وكلستان إذا فشلتم”.
وفي البرلمان نفسه، صرخ النائب أحمدي: “ألم يقل خامنئي إن المفاوضة مع أمريكا ليست شريفة؟ فكيف يذهب وزير خارجيتنا للتفاوض مع قاتل قاسم سليماني؟”
وقال نائب آخر من التيار المحافظ: “السبت سيبدأ الحوار مع العدو… لقد قالها بوضوح: إما الاستسلام أو الدم. من لا يرى ذلك فهو يغمض عينيه عمدًا”.
وسادت حالة من الانقسام الإعلامي أيضًا، حيث حذر أحد محللي قناة “جريان” التابعة للنظام قائلًا: “ألسنا نتذكر مصير القذافي؟ لماذا نكرر خطأه ونذهب إلى المفاوضات بأيدينا؟”
في المقابل، حاولت حكومة بزشكيان تبرير الموقف، وقالت المتحدثة الرسمية للحکومة مهاجراني: “أمامنا مفاوضات عقلانية سنخوضها بحكمة”، فيما كتب موقع “فرارو” المقرب من النظام:
“في أغسطس 2025، سيبدأ الأوروبيون عملية تفعيل آلية الزناد، ويجب أن يتم التوصل إلى اتفاق نووي قبل ذلك لتفادي العقوبات الشاملة”.
أما صحيفة “دنياي اقتصاد” فنبّهت إلى أن “الغرب سيفعّل بالتأكيد آلية الزناد في حال عدم التوصل إلى اتفاق”.
وعلّق الدبلوماسي السابق فريدون مجلسی بأسف: “لقد أفسد البعض داخل النظام مسار الاتفاق النووي، والآن نتمنى لو نستطيع العودة إليه لنخرج من هذا المأزق”.
وهكذا، يجد النظام الإيراني نفسه في مأزق استراتيجي حاد: بين فصيل يخشى مصير معمر القذافي، وآخر يرى أن تجاهل المفاوضات سيعني سقوطًا اقتصاديًا ودوليًا محتومًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم