صوت الحرية يعلو: مؤتمر واشنطن يتحدى الديكتاتورية الإيرانية

0

 

في الأسبوع الماضي، استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمرًا بارزًا نظمه مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في أجواء مفعمة بالتضامن والدعم العميق لنضال الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية الدينية. حضر المؤتمر نخبة من الشخصيات السياسية الأمريكية البارزة، إلى جانب ممثلي الجاليات الإيرانية ومناصري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، الذين تجمعوا لتأكيد وحدة الصف في مواجهة الاستبداد الإيراني. وأجمع المتحدثون على أن إيران تقف اليوم على أعتاب تحول تاريخي حاسم، مؤكدين ضرورة دعم المقاومة المنظمة للشعب الإيراني لإنهاء عقود من القمع والظلم.

في كلمته، أعرب عمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني عن فخره بدعم هذه القضية، قائلًا: “لقد قضينا وقتًا طويلًا معًا من أجل هذا الهدف. ربما يكون هذا من أكثر الأعمال التي أشعر بالرضا تجاهها في حياتي. إنها تجعلني أشعر بشعور جيد حيال نفسي. وأنا متأكد أنكم توافقونني الرأي: ما لم يتم تدمير خامنئي ونظامه الإرهابي، فلن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، لأنهم ببساطة لن يسمحوا بذلك.” وانتقد جولياني سياسة المساومة مع النظام، مضيفًا: “لقد كنا قد صادَرنا أموالهم، لكننا أعدناها. هذه الأموال صودرت من ديكتاتور، وكان ينبغي أن تُعاد إلى دولة حرّة. لكننا، في الواقع، صادَرناها من ديكتاتور رهيب، مجنون وقاتل يُدعى الشاه، وأعدناها إلى ديكتاتور أسوأ منه. سيأتي يوم نعرف فيه ما هو النفوذ الذي كان قائمًا، وأين حدث هذا النوع من الخيانة لأميركا. الشاه أيضًا كان قاتلًا ولصًا كبيرًا، ومن الضروري أن يعرف الناس تاريخ الشاه بما فيه من شرطة سرية، وسجون، وتعذيب، وفساد، ونهب واسع.” وفي ختام حديثه، استذكر جولياني محاولة اغتيال استهدفته، قائلًا: “آخر مرة شاركت فيها في أحد احتفالات النوروز، حاولوا قتلي. كان ذلك في ألبانيا. تم القبض على أربعة منهم، وكانوا يريدون تفجير المكان لاغتيالي أنا والسيدة مريم رجوي. أشكر الله على نجاتنا. وكل عام وأنتم بخير.”

من جهته، أكد السيناتور روبرت توريشلي على أهمية التحالف السياسي العابر للأحزاب، قائلًا: “لقد كرّست سنوات عديدة من حياتي لدعم النضال من أجل إيران حرّة، ولم أكن يومًا جزءًا من تحالف أفضل من هذا. إنها قصة غير مكتوبة في السياسة الأميركية؛ لكن التحالف بين الديمقراطيين والجمهوريين، الليبراليين والمحافظين، الذين اجتمعوا خلال هذه السنوات لدعم السيدة رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لا مثيل له مقارنة بأي شيء رأيته في السياسة الأميركية.” وأضاف: “في التاريخ توجد العدالة. لا أعرف ما هي الشرارة، لكنها شرارة واحدة تُشعل نارًا تحرق كل الظلم، وتُشعّ نورًا جديدًا على مستقبل إيران.”

بدوره، قدم السفير روبرت جوزف، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، تحليلًا دقيقًا لوضع النظام الإيراني، قائلًا: “لم يكن الملالي في يوم من الأيام بهذا القدر من الضعف واليأس. استراتيجيتهم الخارجية في العام الماضي انهارت تمامًا. النظام الديكتاتوري في دمشق سقط، وحلفاؤهم في العراق واليمن وأماكن أخرى باتوا في موقع التراجع والانكفاء.” وأردف: “أما في الداخل، فالوضع أسوأ بكثير بالنسبة لهم. الاقتصاد منهار، ولا يتمتعون بأي شرعية بين أبناء الشعب الإيراني. لم يتبقَّ لديهم إلا المزيد من القمع والمزيد من الإعدامات. لكنهم يدركون أن اللعبة انتهت. يدركون أنهم خاسرون، وأعتقد أن هذه الوحشية اليومية التي نراها في جميع أنحاء إيران هي دليل على نهاية النظام.” وختم جوزف كلمته بدعوة لتكريم شهداء الحرية، قائلًا: “يجب أن نتذكر دائمًا أولئك الذين ضحّوا بحياتهم من أجل إيران حرّة. دعونا نُحيي هذا النوروز في ظل الرسالة المقدسة التي حملها هؤلاء الشهداء، ونعاهدهم على مواصلة الطريق حتى النصر.”

لم يكن هذا المؤتمر مجرد حدث سنوي عابر، بل تجسيد لرسالة سياسية قوية وواضحة موجهة إلى العالم أجمع. فقد أظهر المؤتمر أن المقاومة الإيرانية ليست وحيدة في نضالها، بل تكتسب يومًا بعد يوم دعمًا شعبيًا ودوليًا متزايدًا. هذا الدعم يعكس الشرعية المتعاظمة التي باتت تتمتع بها المقاومة كبديل واقعي ومستقبلي لإيران حرة وديمقراطية. وفي ظل تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية التي يواجهها النظام، يبرز المؤتمر كمنصة لتوحيد الجهود العالمية لدعم الشعب الإيراني في سعيه نحو الحرية والعدالة. إن هذا الحدث يؤكد أن التغيير في إيران ليس مجرد حلم، بل واقع يتشكل بفضل إرادة شعب ودعم عالمي متصاعد، مما يجعل المستقبل أقرب من أي وقت مضى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم