في ظل الاستعدادات لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية توقعات بضعف الإقبال على صناديق الانتخاب وقضية فلسطين تسيطر على الدعاية الانتخابية
دخلت الاستعدادات لإجراء انتخابات الرئاسة المصرية والتي سوف تجرى خلال أيام 10و11و12 ديسمبر الجاري مراحلها النهائية حيث تنتهي البوم فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين لتبدأ فترة الصمت الانتخابي وذلك قبل يومين في الداخل يوم الاحد القادم وتأتي انتخابات الرئاسة الحالية في ظل ظروف خارجية وداخلية تمر بها مصر فعلى الصعيد الخارجي تشكل الحرب الدائرة في غزة اكبر تلك التحديات خاصة في ظل المخاطر المتمثلة في المخططات الإسرائيلية الرامية إلى ممارسة الضغط على السكان المدنيين في غزة لإجبارهم على النزوح إلى سيناء وهو الأمر الذي رفضته مصر على المستوى الرسمي والشعبي نظرا لما يمثله ذلك من مخاطر تصفية القضية الفلسطينية وتعرض الأمن القومي المصري للخطر وكان طبيعيا أن تسيطر تلك القضية على الدعاية الانتخابية للمرشحين وإن كان الرئيس السيسي أكثر المرشحين استفادة من تلك الأزمة بحكم أنه يأتي على رأس النظام وخلفيته العسكرية التي تؤهله لمواجهة تلك الأزمة واستغل الرئيس السيسي تلك الأزمة في تنظيم مظاهرات حاشدة في كل أنحاء مصر دعما لمواقف النظام الرافضة للتهجير والمؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني والتي تمثلت في تنظيم مساعدات إنسانية وقوافل لدعم أهالي غزة وكذلك استقبال المستشفيات وعلى الرغم من أن التعاطف الشعبي للمصريين مع أهالي غزة الا أن النظام أراد استغلال تلك المظاهرات كرسالة إلى الداخل والخارج بأن النظام لا يزال يحتفظ بشعبيته على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها مصر ، فيما ارجع المرشح الرئاسي فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي ضعف الدور المصري في التأثير على تلك الأزمة إلى الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر بفعل سياسات النظام المصري الخاطئة والتي ورطت مصر في قروض جعلتها رهينة لضغوط الدول الكبرى ، بينما اتفق عبد الستار يمامة رئيس حزب الوفد وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري على رفض تهجير الفلسطينيين أو المساس بوحدة التراب المصري ويعد الرئيس السيسي أكثر. الأطراف استفادة من تلك الأزمة في محاولة استفادة شعبيته التي تأثرت كثيرا بفعل الأزمة الإقتصادية ، ويرى استاذ العلوم السياسيه بجامعة القاهرة مصطفى السيد أن حرب غزة خلقت بالفعل مناخا مساعدا على بقاء السيسي على رأس السلطة واضاف أن النظام الحالي سمح بتنظيم مظاهرات شعبية للتعبير عن رفض ما يحدث في الأراضي المحتلة جعلها تشهد تأييدا واضحا للنظام الحالي وطريقة تعامله مع الأزمة فيما أرجع محللين سياسيين دعوة بعض المرشحين إلى قطع العلاقات السياسية مع إسرائيل وإعادة النظر في اتفاقية السلام إلى رغبة المرشحين في الحصول على شعبية من خلال دغدغة وإذا كان الرئيس السيسي قد استغل الأزمة للحصول على شعبية والتي تأثرت كثيرا بفعل الأزمة الإقتصادية فإن المرشحين المنافسين له ركزوا حملاتهم الانتخابية على استغلال الأزمة بفعل سياسته الخاطئة وفي هذا الإطار قال فريد زهران المرشح الرئاسي ورئيس الحزب المصري الديمقراطي في تصريحات خاصة أنه يعطي الأولوية لقصر ملكية الدولة على المشروعات الاقتصادية الإستراتيجية المرتبطة بالأمن أو دعم القطاع الخاص بشكل غير مباشر ، أما عبد الستار يمامة رئيس حزب الوفد فدعا إلى إجراء تعديلات دستورية مع التركيز على الحقوق والحريات والإصلاح الإقتصادي وانتقد يمامة بقاء الرئيس في السلطة لمدة طويلة لذا فانه يؤيد تحديد مدة الرئاسة لفترتين كل منها أربع سنوات ، بينما دعا حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري إلى إصلاح قطاع الرعاية الصحية والتعليم والتركيز على النمو الاقتصادي المحلي والزراعة والطاقة والتجارة في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد من شح مستمر في العملة الأجنبية والتضخم وعلى الرغم من دعوة مرشحي الرئاسة المواطنين إلى المشاركة بفاعلية في الانتخابات إلا أن المراقبين يتوقعون عزوف المواطنين على المشاركة في التصويت بفعل حالة الإحباط التي يعانون منها بفعل الأزمة الإقتصادية وهو الأمر الذي يخشاه النظام المصري والتي قد تدفعه إلى ممارسة ضغوط على المواطنين للمشاركة في الانتخابات بالترغيب أو الترهيب ، وفسرت د. ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام السابقة في تصريحات خاصة تراجع اهتمام المصريين بتلك الانتخابات إلى اهتمامهم بمجريات الحرب في غزة وفي السياق ذاته اعتبر عدد من المحللين السياسيين أن الانتخابات الحالية كتبت شهادة وفاة للحركة المدنية والتي تفرغت إلى المزايدة والتخوين وفشلت في الالتفاف حول مرشح يمثلها في تلك الانتخابات واعتبر المحللين أن تلك الانتخابات سوف تشهد مولد نجم الأحزاب التي تمثلها والتي كتبت بيديها نهاية تواجدها السياسي .
مصطفى عماره