مظاهرة كبيرة للمقاومة الإيرانية في برلين
في شهر يوليو من كل عام، يعقد الاجتماع السنوي للمقاومة الإيرانية.
وتقام هذه التجمعات التي تحمل عنوان “إيران الحرة” منذ عام 2004 بين شهري يونيو ويوليو من كل عام في يوم 20 يونيو، ذكرى بداية المقاومة المسلحة، بهدف إحياء ذكرى الشهداء والسجناء السياسيين، وذكرى هجوم الشرطة الفرنسية على مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 17 يونيو 2003.
وقد عُقد حتى الآن 18 تجمعاً من هذا النوع، كان أولها عام 2004 وآخرها عام 2023 في باريس.
وفي كل عام، يشارك في هذه التجمعات آلاف الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج والذين يمثلون ملايين الإيرانيين داخل إيران، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية من مختلف البلدان من القارات الخمس.
والغرض من عقد هذا الاجتماع السنوي هو إيصال صوت المقاومة الإيرانية إلى آذان العالم وإدانة جرائم النظام الحاكم في إيران وكسب التضامن الدولي مع شعب إيران ومقاومتها.
وفي كل عام، يحظى التجمع الكبير للمقاومة الإيرانية بدعم العديد من المسؤولين والشخصيات السياسية والوطنية والاجتماعية والفنية والعلمية من مختلف دول العالم، الذين يعبرون عن دعمهم لأهداف هذا التجمع من خلال المشاركة فيه أو إرسال الرسائل.
حتى الآن في هذا العام، دعم الآلاف من البرلمانيين، بما في ذلك أغلبية 31 مجلسًا تشريعيًا في مختلف دول العالم، خطة المقاومة المكونة من 10 نقاط التي طرحتها الرئيسة المنتخبة السيدة رجوي من أجل مستقبل إيران.
وعلى الرغم من القيود الأمنية، شارك أيضًا في هذه التجمعات ممثلون عن الناشطين داخل إيران ووحدات المقاومة، وعرضوا أنشطتهم. وفي عام 2020، شارك 1000 عضو من وحدات المقاومة في اجتماع المقاومة السنوي الذي يعقد في باريس برسائل مصورة.
وقد ارتفع هذا العدد إلى 5000 عام 2021 و10000 عام 2023 بسبب أنشطة وحدات المقاومة.
ومنذ بداية هذا العام وحتى الآن، تم تنظيم أكثر من 10000 ممارسة لمكافحة الاختناق لوحدات المقاومة في إيران لدعم هذا التجمع، مما يدل على الاتجاه المتزايد لهذه الوحدات بأبعاد مختلفة في جميع أنحاء إيران.
لقد أثارت هذه الأنشطة ذعر نظام الملالي ودفعه إلى ردود فعل جنونية، وانعكاس ذعر النظام من هذه الأنشطة هو اعتراف مرعب بحقيقة أن خامنئي ونظامه يرون الدمار والموت في الانتفاضة والمقاومة الإيرانية على مستوى البلاد على يد الشعب الإيراني ورئيسته المنتخبة.
كما تضعكم هذه المؤتمرات على علم بتطورات العام الماضي فيما يتعلق بإيران، وخاصة التطورات داخل البلاد، اضافة على الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية. لكن ولأهمية الموضوع أود أن أؤكد بإيجاز على النقاط التالية:
1. الشعب الإيراني ومقاومته
ورغم أن انتفاضة سبتمبر 2022 دفعت ثمناً باهظاً بسقوط 750 شهيداً وآلاف الجرحى ومئات الآلاف من المعتقلين، إلا أنها هزت النظام برمته، ووضعته على حافة الانهيار، ورغم القمع الدموي الواسع النطاق، لا تزال الانتفاضة الإيرانية هي التهديد الأهم لوجود النظام، وهي نتيجة 44 عامًا من النضال المتواصل للشعب ومقاومة إيران ضد الرجعية. لقد برز نظام ولاية الفقيه في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والفكرية والثقافية والإيديولوجية في الثورات والانتفاضات، بما في ذلك انتفاضة 2022.
لقد غيرت انتفاضة 2022 وضع إيران بشكل لن يعود إلى ما كان عليه قبل هذه الانتفاضة. الشعب الإيراني عازم على الإطاحة بهذا النظام ولا شيء يمكن أن يوقفه. تتمتع المقاومة الإيرانية بالقدرة والنفوذ اللازمين للإطاحة بهذا النظام، لا سيما وحدات المقاومة التي تحظى بدعم القوى الضخمة المناهضة للنظام في إيران.
2. حالة نظام الملالي
ورغم توحيد النظام بعملية جراحية لما يسمى بالفصيل الإصلاحي، وهو ما تم بوصول رئيسي إلى السلطة، فإن التناقضات الداخلية للنظام بين فصائله بلغت ذروتها.
والآن، بعد وفاة رئيسي وعشية انتخابات النظام التي ستجرى في 28 يونيو/حزيران، سرعان ما ستظهر هذه التناقضات وتنفجر، وسيتم فعلياً إسقاط نظام الملالي الذي يغرق في الأزمات.
الوضع الاقتصادي المتردي والتضخم والبطالة وضع النظام في أضعف حالاته وليس لديه حل لأزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وياضغ إلى هذه الأزمات كذلك الأزمات الإقليمية والدولية، من حرب غزة إلى الأزمة النووية والعزلة الدولية.
3. إجابات على ما يجب القيام به وتجمع هذا العام
والحقيقة هي أن الإطاحة بهذا النظام لا تصب في مصلحة الشعب الإيراني فحسب، بل أيضا في صالح السلام والأمن في أوروبا والمنطقة والعالم.
لقد حان الوقت لكي يتخلى المجتمع الدولي عن سياسة الاسترضاء الفاشلة ويقف إلى جانب الشعب والمقاومة المنظمة في إيران.
ولذلك فإن تنظيم تظاهرة مقاومة كبيرة هذا العام يمثل المواجهة النهائية وتحييد مخططات ومؤامرات النظام وشركائه الدوليين ضد الانتفاضة من جهة وايصال صوت انتفاضة الشعب الإيراني إلى آذان العالم من جهة أخرى.
ولهذا الغرض، ستعقد مظاهرات وتجمع كبير للإيرانيين في برلين يوم 29 يونيو، بحضور إيرانيين من مختلف دول العالم، لا سيما أوروبا وأمريكا، من أجل التعبير عن انتفاضة الشعب الإيراني ضد هذا النظام ودعم البديل الديمقراطي.