بعد قيام إيران بزيادة أجهزة الطرد الذرية د/ يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حوار خاص
– الدول الغربية وعلى رأسها انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة أخذت موقفا متشددا تجاه إيران دفعها لاتخاذ قرار بزيادة أجهزة الطرد المركزي.
– إدارة ترامب سوف تستمر في النهج المتشدد تجاه إيران وإسرائيل لن تقدم على ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
– البرادعي أحبط مشروع لإلزام إسرائيل بالتفتيش على مفاعلاتها النووية.
آثار قرار إيران بزيادة أجهزة الطرد المركزي المخاوف الدولية من أن يكون هذا الإجراء مقدمة لتصنيع أسلحة نووية ، وعن دوافع هذا القرار وانعكاساته كان لنا هذا الحوار مع د. يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والموجود الآن في مقر الوكالة لمتابعة أعمال الوكالة :-
– كيف ترى تأثير قرار إيران بزيادة أجهزة الطرد المركزي على قدرات إيران النووية ؟
هذا القرار حذرنا منه ووقتها كنت متواجد في الوكالة وارسلت رسالة أنه لا داعي لاتخاذ قرارات في الوقت الذي بدأت فيه الوكالة تتفاهم مع إيران ووقتها كان مدير الوكالة في زيارة لإيران واتفق مع المسؤولين هناك على تقليل اليورانيوم عالي التخصيب وزيادة عدد المفتشين وكان كل شيئ يسير على ما يرام إلا أن الدول الغربية وعلى رأسها المانيا وفرنسا والولايات المتحدة فرضوا قرار متشدد ضد إيران وهو الأمر الذي دفعها إلى زيادة التخصيب وأوقفت كل الإجراءات التي اتفقت عليها مع الوكالة .
– وما هو مستقبل الإتفاق النووي الموقع بين إيران والعرب بعد هذا القرار ؟
بالطبع فلقد توقف تنفيذ الاتفاق النووي 5+1 والذي وقع في عام 2018 ، 2019 في الفترة التي كان فيه ترامب رئيسا للولايات المتحدة والذي أخطأ كثيرا وبالتالي لم يعد واضحا أي مستقبل لهذا الاتفاق ورغم أن بايدن كان على استعداد لعودة الاتفاق إلا أن استمرار العقوبات أدى إلى عدم تجاوب إيران مع محاولاته والعالم كله يهمه أن لا تكون إيران دولة نووية واشك أنه سوف يتم التوصل إلى شيئ في عهد ترامب .
– وما هي توقعاتك بالنسبة لتعامل إدارة ترامب مع هذا الملف ؟
أعتقد أن إدارة ترامب سوف تستمر على هذا المنهج لأن ترامب ليس له رؤية بعيدة وقدراته عشوائية.
– وهل تتوقعون أن تقدم إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية بضوء اخضر من الإدارة الأمريكية الجديدة ؟
لا اتوقع هذا في الوقت الحالي لانه إذا حدث هذا فإن إيران سوف تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وسوف تكون حرة في إنتاج أسلحة نووية بعد وقت قصير كما حدث مع كوريا الشمالية والتي اتهمتها الإدارة الأمريكية باتهامات كاذبة رغم أنها لم تكن قد فعلت شيئ وهو ما دفعها إلى إنتاج أسلحة نووية وهو نفس الأمر الذي سوف يحدث مع إيران إذا أعطت الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
– وما هي توقعاتك لقرار الولايات المتحدة بمد أوكرانيا بصواريخ قادرة على ضرب المدن الروسية ؟
موضوع اوكرانيا في منتهى الخطورة لأن سماح الغرب لأوكرانيا بامتلاك أسلحة قادرة على ضرب المدن الروسية قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية أو حرب نووية بسبب الاستفزاز الغربي لروسيا وعندما كنت في زيارة لروسيا لاحظت تأييد الشارع الروسي لبوتين واستعداده لاستخدام سلاح نووي تكتيكي .
– وماذا عن القدرات النووية للصين ؟
هناك سباق حاليا لإنشاء المزيد من المحطات النووية فهناك 140 مفاعل موزعة على 30 دولة ورغم اعلان الغرب وألمانيا أنهما سيتوقفان عن إنشاء المزيد من المحطات النووية إلا أن سباق امتلاك محطات نووية لا يزال قائما فالصين لديها 54 مفاعل يعمل بشكل تام وامريكا 92 مفاعل ثم فرنسا 56 مفاعل وفي خلال سنتين ستتخطى الصين فرنسا وخلال عشر سنوات ستتخطى الصين أمريكا وتصبح الاولى في إنشاء المفاعلات النووية .
– في ظل امتلاك إسرائيل للسلاح النووي هل تتوقعون أن تسعى دول عربية لامتلاك السلاح النووي خلال المرحلة المقبلة ؟
للأسف الدول العربية بعيدة عن امتلاك السلاح النووي ولا توجد لديها إمكانيات أو خطط كما أنها موقعه على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وهي ملتزمة بالتفتيش عليها وليس لديها برامج عسكرية نووية ربما يحدث هذا في الأجيال القادمة ولكنني لا اعتقد أن هذا سوف يحدث في الجيل الحالي .
– وما هي اسباب عدم تنفيذ قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه المفاعل النووي الإسرائيلي في سبتمبر 2009 بعد أن تقدمت به الدول العربية وتم التصويت عليه ؟
كان محمد البرادعي في هذا الوقت مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكان المتبقي من مدته ثلاثة أشهر وبالرغم أنه كان من سلطته تنفيذ القرار إلا أنه أجل تنفيذه حتى جاء مدير اخر محله وصدر بيان هزيل قال أن هناك منطقة وحيدة في اسرائيل بها سلاح نووي وهذه المنطقة تم التفتيش عليها سابقا منذ زمن بعيد وأنه لا علم للوكالة بأي مناطق أخرى داخل إسرائيل يوجد بها مفاعلات حتى ألغي القرار في سبتمبر 2010 .
حاوره/ مصطفى عماره