جهود مصرية مكثفة لتحقيق هدنة في غزة ومصر تطلب ضمانات أمريكية لضمان نجاح المبادرة المصرية
كثفت مصر من جهودها في الأيام الماضية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تتضمن وقف لإطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى وفي هذا الإطار استقبلت مصر في الأيام الماضية رئيس الوزراء القطري وماك الأردن لتنسيق الجهود بينهما في هذا المجال وكشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن مصر طرحت مبادرة تتضمن وقف لإطلاق النار لمدة تصل إلى شهرين في غزة مع إدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة للسكان خاصة في منطقة شمال غزة والتي تعاني أوضاع كارثية فضلا عن صفقة لتبادل الرهائن تفرج خلالها حماس عن عدد من الأسرى الإسرائيليين من كبار السن والمرضى مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين إلا أن المبادرة المصرية تصطدم برفض إسرائيل الموافقة على استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء المده كما تطالب إسرائيل بتبادل شامل للرهائن وهو الأمر الذي ترفضه حماس وفي محاولة لكسر جمود الموقف تستقبل مصر وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية والذي أكد للزمان أن حماس لن تقبل وقف مؤقت لإطلاق النار فلابد أن يكون الوقف دائم كما انها ترفض تبادل شامل للرهائن إلا في إطار صفقة تشمل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية وأمام تصلب موقف الطرفين كشف المصدر أن مصر طلبت ضمانات من الجانب الأمريكي لأي اتفاق كما حدث في لبنان وأن تمارس تلك الإدارة ضغطا على الجانب الإسرائيلي للتجاوب مع المبادرة المصرية كما. أبدت تركيا استعدادا للتنسيق مع مصر بحكم صلتها القوية مع حركة حماس فيما يتوجه وفد امني مصري إلى إسرائيل في محاولة لإقناع الجانب الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق ينهي الوضع الكارثي في غزة والذي يمكن أن يدفع سكان القطاع إلى النزوح إلى مصر وهو الأمر الذي لن تقبل به مصر والتي نرفض التهجير القسري لسكان قطاع غزة أو تصفية القضية الفلسطينية وفي السياق ذاته أعرب بركات الفرا القيادي بحركة فتح والسفير السابق لفلسطين في القاهرة عن أمله أن يكون لوقف إطلاق النار في لبنان له تداعياته الإيجابية على التوصل لوقف إطلاق النار في غزة إلا أن الوضع في غزة يختلف عن الوضع في لبنان حيث أن لبنان دولة ذات سيادة فضلا على أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة شكلت ضغطا كبيرا عليها أما في غزة فإن المقاومة استنفذت جزء كبير من إمكانياتها دون أن تسطيع تعويضها واضاف أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى تحقيق أهداف عسكرية بل تهجير السكان وتغيير التركيبة السكانية فالحرب هي حرب إبادة إلا أن وجود أسرى يشكل ضغطا داخليا على حكومة نتنياهو وهو ما قد يدفع إسرائيل إلى التفاوض واختتم الفرا تصريحاته أن الوضع في غزة يتطلب دعما دوليا اكبر من خلال توفير المساعدات الإنسانية الفورية وضمان حماية المدنيين ومن ناحية أخرى طالب تجمع مبادرة نداء فلسطين في بيان تلقينا نسخة منه التي تضم حركات شعبية وشخصيات سياسية وحقوقية وعدد من فصائل منظمة التحرير الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدعوة لانعقاد الإطار القيادي الموحد والمؤقت من كل القوى الفلسطينية للاجتماع بشكل فوري وتنفيذ ما ورد في إعلان بكين الصادر في يوليو الماضي بخصوص تشكيل حكومة توافق وطني واستعادة بناء المؤسسات السياسية الفلسطينية وعلى رأسها المجلس الوطني وكافة الهيئات المنبثقة منه بطرق ديمقراطية بمشاركة كل الفلسطينيين وناشدت المبادرة كل الجهات الفلسطينية التحضير لعقد مؤتمر شعبي فلسطيني والعمل على إنجاحه داخل الوطن بهدف إطلاق نداء جماعي نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على إنجاز الإطار القيادي الموحد والمؤقت وفق اتفاق بكين .
مصطفى عماره