إلى المدافعين عن نظام بشار الأسد
لم يكن نجاح جماعات المعارضة المسلحة في الاستيلاء على المدن السورية الواحدة بعد الأخرى حتى استطاعت في النهاية في الاستيلاء على العاصمة السورية دمشق مفاجأة رغم تفوق الجيش السوري في العدد والعدة ومساندة كل من إيران وروسيا وحزب الله له لأن الجيش السوري دخل تلك المعركة مهزوما قبل أن تبدأ تلك المعارك لانه لا يدافع عن هدف أو مبدأ بل يدافع عن نظام انتهك كافة حقوق الإنسان وجعل سوريا سجن كبير زج فيه بالأطفال والنساء والشيوخ والرجال ومارس خلاله ابشع صور التعذيب والتي لم يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في المقابل فإن فصائل المعارضة عبرت عن تلك الفئات المطحونة الذي عاشت سنوات طويلة في خيام على الحدود تفتقد ابسط الحاجات الإنسانية بغض النظر عن توجهاتها والجهات التي ساعدتها وللأسف فإنه رغم الصور التي بثتها وسائل الإعلام عن بشاعة التعذيب الذي لاقا المعتقلين في تلك السجون والتي تقشعر لها الأبدان خرجت أبواق النظام المصري لتدافع عن هذا النظام بدعوى الحرص على سوريا من خطر التقسيم والفوضى وتناسى هؤلاء أن سوريا كانت مقسمة قبل هذا الهجوم فالاكراد متواجدون في الشمال السوري وتركيا اقتطعت جزء من هذا الشمال وامريكا تحتل حقوق النفط في دير الزور أما العاصمة دمشق ومناطق أخرى فسيطرت عليها إيران وحزب الله حيث عملت إيران على نشر التشيع وإجراء تغيير ديموجرافي بما يخدم أجندتها الخاصة فضلا عن القواعد الروسية في الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية التي كانت تمرح يوميا في سماء دمشق والمدن السورية الأخرى بل إن مدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات كشف في حوار اجريته معه أن حافظ الأسد والد بشار باع هضبة الجولان لإسرائيل مقتبل مبالغ مالية وفي ظل أجواء القمع والفساد وسيطرة طائفة علوية مدعومة من إيران وحزب الله على مقاليد السلطة هاجر الشباب السوري البلاد إلى كافة أنحاء المعمورة ليس فقط طلبا للرزق ولكن هربا من تلك الأجواء التي لا تصلح حتى للدواء فبأي منطق ايها المنافقون الطامعين في فتات السلطة التي تدفع لكم كما ترمى العظام للكلاب تدافعون عن هذا النظام العفن وللأسف فإن النظام المصري أصبحت له حساسية زائدة من اي تيار اسلامي أو من معارضة حقيقية حتى لا تمتد إلى هذا النظام وتهدد عرشه ورغم المخاوف المشروعة من تبعات ما حدث واستغلاله من القوى المعادية وعلى رأسها إسرائيل فإنه يكفي على تلك المعارضة أنها أطاحت بهذا النظام العفن الذي انتهك ابسط حقوق الإنسان وباع الوطن لأعداء الاسلام والعروبة ولعل ما حدث درس لكل الأنظمة المستبدة أن الأمن الحقيقي لاي حاكم هو رعاية حقوق شعبه والحفاظ على حريته وكرامته وتوفير فرص حياة كريمة للطبقة الكادحة وبهذا فقط يتحقق الأمن والأمان للوطن والمواطن وحتى الحاكم نفسه ولتكن لما في هذا عبرة الخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما جاءه رسول كسري فوجده نائما تحت شجرة دون حرس فقال كلمته الشهيرة الان علمت لماذا انتصر العرب على الفرس حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر وفي النهاية فإنني أتوجه بكلمة الى احمد الشرع رئيس الفصائل المعارضة واقول له عليك أن تترجم كلماتك الطيبة عندما حقق هذا النصر المبين على هذا النظام المستبد إلى أفعال على أرض الواقع وأن تكون رئيسا لكل السوريين على اختلاف طوائفهم وان يكون قرار سوريا مستقلا دون أن يكون تابعا لأي جهة مؤيدة أو معارضة وأن تعمل على استعادة سوريا لسيادتها على كل الأراضي السورية خاصة من العدو الصهيوني الذي انتهز فرصة حالة الفوضى في الاستيلاء على أراضي سورية في الجولان وبهذا فقط سوف يتحقق الاستقرار وتعود سوريا كما كانت قلب العروبة النابض.
مصطفى عماره