عقب إذاعة تسجيل محادثة عبد الناصر مع القذافي عن موقفه من الحرب مع اسرائيل. عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل للزمان محادثة عبد الناصر مع القذافي ليست تسريبا وعبد الناصر لم يقل أنه سيرمي إسرائيل في البحر.
أثار إذاعة محضر إجتماع عبد الناصر مع القذافي عبر وسائل التواصل الإجتماعي جدلا واسعا خاصة أن تلك التصريحات تتناقض مع مواقف عبد الناصر الثابتة من الحرب مع إسرائيل والتي أكد فيها أنه لا صلح ولا إعتراف مع إسرائيل وفي محاولة لإستجلاء الحقيقة حول تلك التصريحات قال المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الخالد عبد الناصر للزمان أن الفيديو الذي قيل أنه تسريبات من محضر لقاء عبد الناصر بالقذافي ليست تسريبات بل أهدته الأسرة لمكتبة الإسكندرية للحفاظ على تراث الزعيم الخالد و أضاف أن موقف عبد الناصر المدافع عن القضية الفلسطينية لم يتغير ولكن أسلوب العمل خاصه بعد هزيمة 67 هو الذي تغير فلم يقل عبد الناصر إطلاقا أنه ينوي رمي إسرائيل في البحر أو أنه سوف يحرر فلسطين من النهر إلى البحر بل أن قبول مصر بقرار مجلس الأمن 242 هو إعتراف منه بحق إسرائيل في الوجود في حدود عام 67 كما وجه إنتقادات لاذعة إلى حكومات سوريا و العراق والجزائر وبعد المنظمات الفلسطينية التي تتاجر بالشعارات دون أن تقدم شيئا عمليا و أقر عبد الناصر أن قوة إسرائيل ناتجة من الدعم الأمريكي اللامحدود لها بالمال و السلاح وتساءل عبد الحكيم عبد الناصر عن مغزى نشر تلك التسجيلات في هذا التوقيت رغم أنها كانت متواجدة في مكتبة الإسكندرية منذ مدة طويلة وهو ما يكشف أن خصوم عبد الناصر يحاولون تشويه صورته بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي في هذا التوقيت الذي تمارس فيه إسرائيل حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وكانت السيده جيهان السادات قد أكدت في حوار للزمان قبل وفاتها أن السادات سارعلى نهج عبد الناصر ولكن تغير الظروف الإقليمية و الدولية هو الذي دفع السادات إلى تغيير أسلوبه لمواجهة تلك الظروف وفي أول رد من مكتبة الإسكندرية على تسريبات عبد الناصر أصدرت بيانا رسميا أكدت فيه أن المكتبة ليس لديها أي صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تخصها لذا فإن المكتبة تنفي مسؤوليتها عن أي محتوى تم نشره عبر قنوات التواصل الإجتماعي وتنفي أي مزاعم تشير إلى ملكية المكتبة لهذه الصفحات و أضافت أن المكتبة تلتزم بأعلى درجات المهنية في التعامل مع التاريخ السياسي وتؤكد ضرورة الإعتماد على المصادر الرسمية للدولة.
في السياق ذاته أحدثت إذاعة التصريحات إنقسام بين مؤيدي ومعارضي عبد الناصر وفي هذا الإطار تساءل مساعد وزير الخارجية السابق معتصم مرزوق و أحد أقطاب الناصريين عن مغزى ظهور هذا التسجيل الآن رغم وجوده منذ فترة طويلة خاصة بعد عقد السادات لإتفاقية كامب ديفيد مؤكدا أن إذاعة هذا التسجيل في هذا التوقيت يخدم إسرائيل ومن يريد إنهاء فكرة المقاومة و أوضح أن عبد الناصر لم يغير مبادئه ولكنه تعامل مع الواقع ببرجماتية من جانبه أوضح جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث أن عبد الناصر تعامل بعقلانية مع المبادرات التي طرحت كمبادرة روجرز و التي قبلها لإقامة حائط الصواريخ بينما إتهمت الأصوات العربية الإنهزامية عبد الناصر بالمزايدة إلا أن السادات لجأ إلى التفاوض السري مع الولايات المتحدة إلى أن تأكد ضرورة الحرب لذا إتخذ قراره بالعبور عام 1972 كما كشف الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل أن عبد الناصر طلب من الملك حسين التفاوض مع الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على الإنسحاب من الضفة الغربية و أنه سوف يدعمه أمام العالم العربي في تلك الخطوة إلا أن الملك حسين أخبره أن إسرائيل لن تتنازل عن الضفة الغربية.
مصطفى عمارة