بعد إعلان أثيوبيا استمرار مخططها لبدء الملئ الثاني لسد النهضة مشاورات مصرية سودانية مكثفة لمواجهة المخطط الأثيوبي ومصر تلجأ إلى تبطين الترع ومحطة المعالجة والتحلية لمواجهة العجز المحتمل
كتب-مصطفي عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة أن مصر والسودان أجريتا في الأيام الماضية مشاورات مكثفة للوصول إلى موقف موحد تجاه إعلان أثيوبيا استمرار أعمال البناء إستعدادا للملئ الثاني لسد النهضة في شهر يوليو القادم وهو ما اعتبرته مصر والسودان تهديدا خطيرا للأمن المائي للبلدين وضربا لكل الاتفاقات والمواثيق الدولية ، ولم يستبعد المصدر إقدام البلدين إلى الإنسحاب من إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث ردا على عدم التزام الجانب الأثيوبي بهذا الإتفاق ، وعن الحلول التي يمكن أن تلجأ إليها مصر والسودان لمواجهة استمرار أثيوبيا لفرض سياسة الأمر الواقع قال عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في تصريحات خاصة أن أمام الدولتين خيارين أولهما مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأتحاد الأفريقي أما الخيار الثاني اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي وأضاف أن الملئ الثاني المتوقع سيكون فارقا كبيرا في فرض سياسة الأمر الواقع وهذا ما ترفضه مصر والسودان معا مضيفا أن موقف الخرطوم أصبح متقاربا إلى حد كبير مع مصر ولكن هذا ليس كافيا فهناك حاجة لموقف موحد بين مصر وأثيوبيا في هذا الملف لحل الأزمة ، وأضاف د. محمد نصر علام وزير الري الأسبق أن مصر لن تقبل فرض سياسة الأمر الواقع ولن تسمح بقيام أثيوبيا بملئ المرحلة الثانية دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم مضيفا أن مصر منفتحة على أي فرصة للتوصل إلى حل عادل للأزمة ، فيما طالب د. عبد الفتاح مطاوع الخبير المائي ورئيس قطاع المياه الأسبق مصر والسودان بالإتفاق على السيناريو المناسب وتنفيذه واستخدام جميع الوسائل المطلوبة للضغط على الجانب الأثيوبي ، وفي السياق ذاته وتحسبا لكافة الاحتمالات أكد عدد من خبراء المياه أن تقليل استخدام المياه في الزراعة التي تلتهم الجزء الأكبر منها إضافة إلى مشروعات الدولة في تبطين الترع وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر وأخرى لمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها لري الزراعات بتكلفة تتخطى ال20 مليار جنيه هما الطريقان المتوازيان لتحقيق النجاح .